عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم مصرية

 

 

كأن المعمارى المفكر الذى رحل عن عالمنا الدكتور ميلاد حنا قد ولد من جديد.. وكأن كتابه الأشهر، الذى وضع فيه خلاصة تجاربه كمواطن مصرى مسيحى درس فى مصر ثم فى إنجلترا قد ظهر من جديد.. وقد جاء كتابه هذا ليشرح كيف أن التنوع بل الاختلاف هو أساس أى تقدم لأى شعب.. ومن هنا اعتبر المنظمون لهذا المنتدى الشبابى للعالم كله أن فكرة التعدد هى أساس التنوع الذى يؤدى إلى التقدم الحقيقى لأى شعب.

وجمع الدكتور ميلاد حنا خلاصة فكره فى كتابه، هذه الأعمدة السبعة من فكرة الاختلاف فى مصر.. وكيف أن هذا الاختلاف كان من أهم أسباب نجاح المجتمع المصرى الذى عاش فيه المسلم والمسيحى قرونًا عديدة، وربما كان مكرم عبيد باشا يشير إلى التنوع الدينى فى هذا المجتمع المصرى، فقال عبارته الشهيرة إنه مسيحى الديانة.. وهويته مصرية.. ورغم تنوع الحضارات التى مرت على مصر- عبر كل تاريخها- إلا أن هذا التنوع كان من أهم أسباب رسوخ القومية المصرية وقوة المجتمع المصرى.. وهنا أتذكر كيف كان الدكتور ميلاد حنا يؤكد فى مقالاته التى كانت جريدة «الوفد» تنشرها له أن جذور مصر الفرعونية.. والقبطية.. والعربية والإفريقية.. وأيضًا اليورومتوسطية كانت هى أساس ما يراه الدكتور «ميلاد» من أهم عناصر قوة المجتمع المصرى.

< وحتى="" بعيدًا="" عن="" «ميول»="" الدكتور="" ميلاد="" حنا="" للوفد،="" وانه="" هو="" الذى="" صان="" قوة="" هذا="" المجتمع..="" وكيف="" عاش="" المسيحى="" القبطى="" فى="" أمان="" تام="" مع="" شقيقه="" المسلم="" المصرى،="" وعلى="" مدار="" 14="" قرنًا="" من="" الزمان..="" فإن="" هذا="" المعمارى="" الذى="" درس="" الهندسة="" فى="" مصر..="" وأكمل="" تعليمه="" ما="" بعد="" العالى="" فى="" بريطانيا،="" كان="" من="" نتاج="" هذا="" التنوع="" الذى="" صنع="" الشخصية="" المصرية="" العظيمة..="" وهذا="" ما="" أكده="" الرئيس="" «السيسى»="" وهو="" يعلن="" افتتاح="" هذا="">

وربما نجد فى الفيلم التسجيلى عن مصر- الذى عرض فى هذه الجلسة الافتتاحية خير مثال على قيمة وقوة التنوع فى صنع الشعوب القوية.. وعندما جاء ذكر واحة سيوة نجد الفيلم يقول اننا نزرع الزيتون لأنه رمز للسلام.. وأن العائلة المقدسة عندما لجأت إلى مصر هربًا من الاضطهاد فى بلدها فلسطين شربت من مياه مصر.. ومن هنا تنشأ الدعوة إلى العالم بأن يزور شبابه مصر.. ليشربوا من حيث شربت العائلة المقدسة من «الطفل عيسى» إلى أمه «مريم» إلى النجار الذى صحب العائلة، ولجأوا جميعًا إلى مصر.. طلبًا للأمن والأمان.. وهذا هو دور مصر منذ أيام طفولة السيد المسيح.

< ومصر="" هى="" نقطة="" التلاقى..="" عندما="" نعرف="" أن="" فيها="" يعيش="" المسيحى="" بجانب="" المسلم..="" بل="" إن="" هذا="" التنوع="" يتضح="" لنا="" فى="" واحة="" سيوة،="" حيث="" يتكلم="" أهلها="" المصريون="" فيما="" بينهم="" اللغة="" الأمازيجية..="" وبينما="" باقى="" سكان="" مصر="" مسلميهم="" ومسيحييهم="" يتحدثون="" العربية..="" أليس="" ذلك="" كله="" تعبيرًا="" عن="" أن="" مصر="" هى="" نقطة="" التلاقى="" لتصبح="" مصر="" تحيا="" والعالم="" بلا="" أى="">

ولذلك تدعو ندوة شباب العالم إلى قبول الآخر.. وإلى الحلم بأن يسود السلام العالم كله.. بتلك الدعوة التى تنطلق من شرم الشيخ.. مدينة السلام.