عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

أخيرا تحركت أمريكا حيال قضية الحرب المنسية فى اليمن. انتابتها صحوة مفاجئة الثلاثاء الماضى فبادر كل من وزير الخارجية ووزير الدفاع بالدعوة إلى وقف العمليات العسكرية فورا والشروع فى مفاوضات تعقد فى شهر نوفمبر الجارى، ودعم المبعوث الأممى بغية التوصل إلى حل سلمى، ووقف التحالف العربى بقيادة السعودية قصف المناطق المأهولة بالسكان المدنيين فى اليمن وبدء مفاوضات مستقلة فى بلد ثالث خلال نوفمبر الجارى بهدف تطبيق قرارات لتعزيز الثقة فى التعامل مع المشاكل الأساسية للقتال.

ولعل أحد العوامل وراء حالة الاندفاع الأمريكية المفاجئة هو غضب أعضاء الكونجرس واستيائهم المتزايد إزاء ارتفاع عدد الضحايا المدنيين نتيجة الحملة الجوية التى يشنها التحالف بقيادة السعودية فى اليمن. وتأتى الدعوة الأمريكية متأخرة بعد أن تم تدمير اليمن الذى يواجه اليوم أزمة انسانية متنامية من جراء استمرار القتال، كما تأتى بعد أن تسببت أمريكا فى تعطيل الحوار مما ساعد على استمرارالحرب. ويكفى قيامها بامداد التحالف بالسلاح وتزويد طائراته بالوقود وتوفير التدريب لعناصره وهو ما أدى إلى مقتل أكثر من عشرة آلاف مدنى يمنى وإلى واحدة من أسوأ الأزمات الانسانية.

لم تحرك أمريكا ساكنا منذ البداية ازاء الوضع المتهاوى لدولة انفرط عقدها رغم تحذيرات منظمة الأمم المتحدة من أن اليمن بات على شفا جرف هاو من أسوأ مجاعة فى العالم  فيما إذا استمرت الحرب دائرة دون وصول المساعدات إلى المحتاجين، وأن الأزمة تقترب من نقطة اللاعودة التى سيتعذر عندها منع وقوع خسائر كبيرة فى الأرواح.

ولقد حذر مسئول الشئون الانسانية فى الأمم المتحدة» مارك لوكوك» فى كلمة له أمام مجلس الأمن من أن نصف سكان اليمن ( أربعة عشر مليونا) يواجهون خطر المجاعة الذى أصبح وشيكا. واتهم أطراف الصراع فى اليمن بمواصلة خرق القانون الدولى، ودعا إلى وقف اطلاق النار خاصة حول المنشئات التى تعمل على توزيع الغذاء وتوفير وتمويل اضافى لمعالجة الأزمة.

واليوم يتعين على طرفى الصراع الوصول إلى قناعة بأنه ليس هناك حل عسكرى لهذا النزاع وأن الحل الوحيد هو التفاوض وصولا إلى تسوية سلمية تنقذ اليمن السعيد من براثن طاغوت الأوبئة والجوع والقتل والتشريد. لا بد من طرح معطيات جديدة من أجل الانخراط فى مسار انهاء هذا الصراع الضارى عبر الحوار بين الأطراف المعنية. ويظل التعويل على الملك سلمان بن عبدالعزيز كى يقود خريطة طريق جديدة عنوانها الحوار البناء بين الأطراف المتصارعة لاسدال الستار على أزمة طالت وامتد أوارها لتصبح حربا ضروسا أوصلت اليمن إلى حافة الاحتضار.