رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من قلبى

 

 

عشت طوال الأسبوع الماضى مع صديق أجنبى... لم يزر مصر من قبل... ولم يزر أى دولة فى أفريقيا ولا فى منطقة الشرق الأوسط... انبهر صديقى بعمارات القاهرة والاسكندرية أكثر من انبهاره بالأهرامات ومعابد الفراعنة... قال تعلمت كثيرا فى المدرسة والجامعة عن الأهرامات والحضارة الفرعونية... شاهدت صورا عديدة للجمال والخيول... البشر يلبسون الجلباب... ويتنقلون بالخيل والبغال... لكنى قط لم أتعلم أو أسمع عن الشوارع فى مصر... ولا عن العمارات الشاهقة... ولا عن السيارات التى تجوب أنحاء البلاد... لم يذكر لى أحد شيئا عن مصر الحديثة... ورغم الصدمة الحضارية التى سببها لى حديثه... إلا أننى سألته عن علاقته بالإنترنت... ومحركات البحث... ولماذا لم يقرأ عن مصر قبيل المجىء إليها؟... إجاباته كانت مروعة قال معظم المصريين الذين قابلتهم حدثونى عن الأهرامات وأبو الهول.. وعن الأقصر وأسوان... عن المراكب فى النيل.

سرنا فى شوارع القاهرة ليلا ونهارا... صحبته فى سيارتى تارة... ومرات عديدة كنا نسير مترجلين... لم يتوقف فى أى منهما عن إبداء دهشته... كثير من تعليقاته صدمتنى وكشفت لى حقائق عشتها ولم أعرفها... سألنى لماذا ليس لديكم نظام الحكم المحلى؟ قلت لدينا... وقال لو كان لديكم هذا النظام ما رأيت هذه المطبات فى الشوارع... فعددها كبير بدرجة لا يمكن تحملها... مطالع الكبارى كلها غير ممهدة.. ألا يمر عليها أحد من المسئولين... سألنى ولم أجبه... ماذا يفعل المحافظ... ماذا يفعل فى مكتبه طوال اليوم... نفس السؤال عن نوابه... عن رؤساء الأحياء... مهندسى الطرق... عمال النظافة... ابدى دهشة كبيرة عندما علم أن المسئولين عن إنارة الشوارع  يعملون نهارا ولا يعملون ليلا... نفس الأسئلة عن رجال المرور... بل عن المواطن المصرى عموما... متى يعمل؟... الشوارع دائما مزدحمة فمتى تعملون؟... الشوارع مزدحمة ليل نهار... المقاهى مزدحمة ليل نهار... أخذته إلى مجمع التحرير ... كاد يصاب بصدمة حضارية... كل مصالح البشر فى «مبنى واحد»... قالها بصراخ... صوته العالى لفت لنا الانتباه ... تداركنا الموقف بأن ذلك من إبداعات الإدارة... رائحة الحمامات أصابته بالغثيان... كمية القمامة فى المناور أصابته بالهلع... حجم الرواكد الحكومية فظيع... مكاتب وكراسى محطمة ومتربة فى كل مكان... لم أجد إجابة لسؤاله لماذا نحتفظ بهذه المكاتب والمقاعد المحطمة... هل سنصلحها؟... هل سنبيعها؟... ما قيمتها؟ فى كل يوم كانت لنا حكاية تؤكد فيها أسئلته واستفساراته أننا بعيدون عن العقلانية فى كثير من أمور حياتنا... بعيدون كمسئولين... وكمواطنين... وعلى كل منا أن يسرع باللحاق بالعالم المتحضر قبل فوات الأوان.

تباريح

الحياة تملؤها الغرائب والأعاجيب فى كل مكان.. لكنا لا ندركها إلا عندما يسالنا عنها البعض وكأننا نعرفها.