رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

بعد اختيار الشعب العراقى رئيسًا للجمهورية، ورئيسًا للوزراء السؤال الآن هل الإدارة الأمريكية ستتعامل بشكل إيجابى مع هذا الواقع، الذى يمثل إرادة عراقية وطنية؛ وخاصة أن الإنسان العراقى بالنسبة له الاستقلال الوطنى، الكرامة الوطنية، أغلى وأهمّ من أى شىء آخر، أم سيظل التعاطى السلبى ومُمارسة الضغوط الاقتصادية أو السياسية بشكل مُباشر أو غير مُباشر مع العراق والذى لا يُجدى نفعاً، لا بل سيُزيد الإنسان العراقى إصرارًا على المُضى فى المشروع الوطنى. وهل ستظل أمريكا تلعب بورقة الانشقاق العراقى داخل الصفّ السياسى السنّى والصفّ السياسى الشيعى وحتّى الصفّ السياسى المسيحى والتركمانى إلى جانب الكردى، خاصة أن الجميع يعلم أن الاصطفافات القومية أو المذهبية، الدينية، أو القَبَليّة ليست فى الحقيقة فى طبيعة المُجتمعات المتحضّرة فى القرن الواحِد والعشرين؛ ومع ذلك الأمم تتقدّم وتتجاوز هذه الانقسامات إلى الفضاء الوطنى، والخلافات الصحية تكون بين توجُّه يمينى ويسارى، الاقتصاد الحرّ أو الاقتصاد الذى تتبناه الدولة وليس على أساس قبلى ولا جغرافى. خاصة أن السنوات الماضية أثبتت أكاذيب كل من «أمريكا» و«بريطانيا»، فوعودهما التى أُغدِقت قبل إسقاط وإعدام الرئيس «صدّام حسين» بالديمقراطية والحريّات والعدالة والرفاهية لم تُثمِر إلّا الإرهاب الذى بدأ بآلاف التفجيرات وأنتهى بـ «داعش» ولم يُثمِر إلّا نوعًا من التقسيم المقنّع، ونهب الثروات النفطية العراقية والآثار العراقية وتراجُع الخدمات الحياتية وتدهوُر فى الاقتصاد فى بلدٍ ثرى بالنفط والذهب وغيرهما. مع استمرار استخدام «العراق» كورقة لتصفية حساباتٍ إقليمية، فلا عجب مما يحدث الآن من «إيران» ودورها الذى كبر فى «العراق» وباتت صاحبة قرار فى سياسة البلاد وحتّى بين الكُرد أنفسهم والتدخلات التركيّة المفروضة، والتغلغل الإسرائيلى فى النسيج العراقى، إلى جانب أن هناك خطّة أمريكية فعليّة للسيطرة على الحكومة ونفط «العراق»؟، وما زالت الولايات المتحدة تسعى جاهِدة إلى ترتيب الوضع العراقى بشكلٍ تراه يُمكن أن ينسجِم مع توجّهاتها الإقليمية، وهى تُصرِّح دوماً بأنها لن تسمح لفصائِل «الحشد الشعبى» بأن يكون له دور محورى فى العملية السياسية العراقية، هذا كان الهدف الأمريكى، بل وصنّفت بعض هذه الفصائِل ضمن مجامع إرهابية وكانت ترفض للحقيقة أن تتعاطى معها، والجميع يعلم أن وزير الخارجية الأمريكية «مايك بومبيو» والمبعوث الرئاسى الأمريكى فى التحالف الدولى «بريت ماكورج» مارسا ضغوطًا على «برهم صالح» بهدف دفعه إلى الانسحاب، لكنّ الطلب الأمريكى لم يرُق ممثلى الاتحاد الوطنى الكردستانى الذين ما كان منهم إلا أن فضّوا اللقاء وتوجّهوا إلى النزال البرلمانى. إلى جانب أن هناك مسعى أمريكياً لترضية الحزب الديمقراطى الكردستانى بزعامة «مسعود البرزانى» الذى كان يرفُض رفضًا قاطعًا ترشيح الدكتور «برهم صالِح»، ورغم أن رئيس الجمهورية «برهم صالِح» ورئيس الحكومة «عادل عبدالمهدى»، هناك شبه إجماع وطنى الكبير عليهما، لكن هناك مُحاولة لعِب أوراق إقليمية على الساحة العراقية قد تؤدّى بالساحة السياسية العراقية إلى الكثير من المتاهات، وتَكرّار سيناريو انتخابات هيئة رئاسة البرلمان بعد فشل مُحاولات توحيد البيت الكردى وسعى «أمريكا» إلى تمرير ألاعيب أعتقد أنها ستصُبّ فى مصلحتها، وبالطبع لن تكون فى صالح العراق.