رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

يشعر العالم الغربى المتمثل فى أوروبا والولايات المتحدة «بنقطة قوة» أو تميز على ما عداه، ما يجعل الدول الكبرى منه وخاصة الولايات المتحدة تقوم بدور «القبضاى» أو فتوة الحارة كما فى «حرافيش» نجيب محفوظ.

وفى عالم اليوم توجد دول تستقوى على دول أخرى تراها دونها وربما يرجع ذلك إلى عدد من العوامل منها أن الميراث الاستعمارى الذى لم يعد له أثر يذكر فى العلاقات الدولية الحديثة، إلا من باب التذكرة بالتاريخ باستثناء إسرائيل التى مازالت تمثل حتى يومنا هذا الاستعمار الاستيطانى التوسعى وحالة الضعف العربى خاصة فى الثلاثين سنة الأخيرة، وتغلب النزعة الشعوبية على الاتجاه القومى والتطورات التى غيرت من توازن القوى فى العالم منذ نهاية الحرب الباردة فى نهاية الثمانينيات من القرن الماضى ما أحدث تحولاً فى العلاقات بين العرب والمستعمرين القدامى «الغرب».

وهكذا تغيرت أنماط العلاقات بين الدول من تابع ومتبوع واتخذت أشكالاً جديدة يمكن أن نطلق عليها التعاون أو تبادل المنافع أو دعونا نقول المصالح ولو دققنا النظر لأمكننا تفسير الحالة العربية من منظور مختلف يجعلنا نرى أن العالم العربى فى واقع الأمر يمتلك من نقاط القوة الحقيقية التى قد تميزه عن غيره فى كل مناطق العالم بما فيها العالم الغربى، وهذا ربما كان سبباً فى دخول العالم العربى فى سلسلة من الحلقات الصراعية خلال أكثر من سبعين عاماً أى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية تقريباً، وحتى اليوم وكان آخرها خطة تفتيت الدول العربية التى بدأت مع ما سمى بثورات الربيع العربى فى نهاية عام 2010 بمساعدة غربية، ومن خلال تطبيق نظرية الفوضى الخلاقة وتوظيف القوى الناعمة وغير الناعمة لإسقاط النظم والحكومات من الداخل أو ما يعرف بـ «التدمير الذاتى»، وساهم فى بلورة ذلك تعاظم الأطماع لدى بعض الأطراف الإقليمية وفى مقدمتها إيران وتركيا وقطر وبالطبع إسرائيل وهو نتيجة طبيعية لما حدث للتضامن العربى من تراجع بعد أن حلت  القوة الإقليمية محل القوة القومية فى المنطقة العربية.

إذن السؤال: ما أوجه التميز العربى التى تجعل من العرب  محط أنظار القوى العظمى؟.. يمكن القول إن التميز العربى ليس فقط لما يملكه العرب من موارد بشرية أو طبيعية مثل النفط والغاز ولكن لسببين، السبب الأول أن العرب يعيشون فى موقع وموضع متوسط من العالم يثير شهية عشاق الصراعات وإلا لماذا تعتبر منطقة الشرق الأوسط حالياً الأكثر سخونة فى عالم القرن الحادى والعشرين؟

السبب الآخر أن تاريخ العرب القديم والحديث، يؤكد أنهم يمتلكون إرادة تتجلى صلابتها فى وقت المحن والأزمات، وأذكر مثالين أحدهما من تاريخنا القديم عندما دحر جيش المماليك بقيادة سيف الدين قطز غزو التتار للشرق العربى فى معركة عين جالوت  فى 25 رمضان 658 هـ/3 سبتمبر 1260م وهى إحدى أبرز المعارك الفاصلة فى التاريخ الإسلامى، ومثال آخر من تاريخنا الحديث عندما انتصرنا على جيش إسرائيل فى حرب أكتوبر، العاشر من رمضان عام 1973 بعد أن سوق له كثيراً الإسرائيليون بأنه الجيش الذى لا يقهر.. وللحديث بقية فى المقال القادم.