عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوال مصرية

الكثيرون يتحدثون عن انحراف الأبناء وشطحاتهم فى السنوات الأخيرة، ولجوئهم إلى الإدمان والقمار والمخدرات والسرقة لسوء التربية وقلة الدخل وارتفاع الطموحات، ولكن القلة تتحدث عن انحراف الآباء، سواء آباء وأمهات وهنا مربط الفرس لأن انحراف أى من الأبوين يؤثر بشدة على انحراف أولادهما، وقليلة تلك الأسر التى تعصم نفسها من الانحراف بعد انحراف أحد الأبوين، وفى هذا الإطار حكى لى صديق سعودى القصة التالية وقد حدثت وقائعها بين جدة وبانكوك عاصمة تايلاند في تسعينات القرن الماضى.. قال صديقى السعودى: أقيم فى جدة فى منطقة راقية لا هى شعبية ولا هى بالغة الثراء، وقد تعرفت بحكم الجيرة على شباب فى نفس عمرى كان والدهم يعمل فى التجارة وكان يكسب كثيراً ولديه محلات فى مختلف السلع والبضائع وكانت ثروته تقدر بمئات الملايين من الريالات، كنت أعرف هذا التاجر من بعيد لفارق السن بيننا، إلى أن كشف لى أحد أبنائه أنهم يعيشون مأساة بمعنى الكلمة بعد اكتشافهم تراجع حسابات الوالد فى البنوك فى السنوات الأخيرة، وقد طلب منى أحد أفراد تلك الأسرة التعرف على الوالد واكتساب صداقته ربما يكشف له سر تناقص ثروته، يضيف صديقى: رحبت بالمهمة حفاظاً على تماسك الأسرة وعلى ثروتها من الضياع، وسرعان ما توددت إلى التاجر الكبير واكتسبت صداقته حتى دعانى مرة إلى السفر معه.. سألته: أين؟ قال: لا تسأل، السفر من الألف إلى الياء على حسابى، وبالفعل سافرت معه على أمل اكتشاف سر هذا الرجل العجيب وفى مطار جدة الدولى عرفت أن الرحلة متجهة إلى بانكوك عاصمة تايلاند. سألته عن سر الاختيار فقال: أذهب إلى حبيبتى التايلاندية التى سلبت عقلى ووجدانى ومن عشقى لها اشتريت لها منزلاً وسيارة وفتحت لها حساباً فى أحد البنوك التايلاندية، كنت فى ذهول مما أسمع ولما وصلنا تايلاند اكتشفت أن معشوقته إحدى نساء الليل تعمل فى شبكة دولية للدعارة والمشرف عليها قواد من إحدى البلاد العربية، وذهبنا إلى الملهى الليلى الذى ترقص فيه استربتيز، وهالنى ما رأيت حيث كل أنواع الفجر والفسق والفساد، المهم أنى عدت إلى جدة معه وأخبرت أولاده بما حدث فقاموا برفع قضية للحجر على أمواله ولكن بعد أن بدد جزءاً كبيراً منها، وهكذا نكتشف أن انحراف الآباء أخطر من انحراف الأبناء.. ويختتم صديقى السعودى: للأسف هذا النموذج الفاسد للوالد المنحرف موجود لدى كل الجنسيات ولا يشك أن متابعة الأبناء لآبائهم يمكن أن تكشف الكثير خصوصاً إذا تعلق الأمر بالسلوك أو المال أو المستقبل.