رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكريات قلم معاصر

 

 

 

مصر جاية.... نعم يا مدحت صالح: مصر جاية.... مصر جاية مهما كانت تضحياتنا في كل شيء.... أبناؤنا وشبابنا فداء.... والأحزمة تربط وسطنا.... سنجوع ونكتفي بالبسيط الرخيص ونتحمل بكاء أطفالنا وغضب بعض زوجاتنا.... ولن نبكي على اللبن المسكوب مهما كنا في أشد الحاجة إليه.

كلنا وراء تحقيق أحلامنا حتى ولو لم ندركها بعد هذا العمر.... من كان يحلم بالضبعة.... نصبح دولة ذرية وطاقة بلا حدود بعد أن كنا نذاكر على شمعة!!!!.... من كان يحلم بعاصمة جديدة على أعلى مستوى تفوق أو تعادل باريس وفيينا لقد فكرنا فيها منذ أكثر من نصف قرن.... من كان يحلم بأننا نملك أحد أقوى جيوش العالم بعد كل ما حدث لنا.... وبدلاً من قناة واحدة قناة «ديليسبس» أصبح لنا قناتان في وقت قياسي.

نعم مصر جاية وكلنا وراءها وفداؤها وحياتنا ملكها.... نعم نحن يد واحدة وقلب واحد.... ولكن هذا لا يمنع من أن نفكر من أجل البلد وإذا كانت لنا أفكار معارضة فلن يكون معارضين للنظام.... ولا خاب من استشار.... الأمر شورى بينكم.

(....)

مثلاً جمال عبدالناصر لم يستشر أحدًا في موضوع السد العالي الذي أعاد مصر إلى مائة سنة في الخلف.... حتى «خروشوف» نفسه ومستشاروه لم يوافقوا على السد العالي وقالوا خزان أسوان كافي والبديل للسد هو مد فرع ضخم من النيل في الصحراء الغربية.... بنى خزان أسوان أحد أكبر مهندسي العالم عثمان محرم الذي كان أول من قدموه للمحاكمة أمام محكمة الثورة ورفض أن يترافع عنه أحد وكان حكم المحكمة البراءة مع خطاب شكر لأول مرة في تاريخ القضاء.

حتى البنك الدولي عارض فكرة السد ورفض تمويله فأتم «عبدالناصر» القناة دون أن يستشير أحدًا فأفلست مصر رسمياً.... القناة توقفت الملاحة فيها فاضطر «عبدالناصر» أن يبيع كل شيء ورفضت الدول الأوروبية سداد ديونها واستولت على الباقي لنا سوىي انجلترا (الأرصدة الاسترلينية) أو فرنسا أرباح وسندات القناة!!!! أفلست مصر تماماً وأجبرتها وحدة سوريا وحرب اليمن ومؤامرات العراق على بيع الذهب الاحتياطي وزادت الديون أكثر وأكثر!!!!

(....)

سأضرب لكم مثالاً هاماً مشهوراً

الحبيب بورقيبة، رئيس تونس، الذي حررها من الاستعمار الفرنسي ويعتبر من أذكى زعماء العالم.... بعد تواجد إسرائيل في حدودها الضيقة.... المستطيل الطويل الضيق في قلب فلسطين.... كتب بنفسه بنود (معاهدة عدم اعتداء) وطلب من الدول العربية توقيعها لأن هذه الدولة الصغيرة التي تحلم بدولة من المحيط إلى الخليج واليهود أساساً من طبعهم العدوان وأخذ ما ليس لهم.... هذه الدولة تحميها أمريكا وروسيا القوتان الأعظم تحت مظلة الأمم المتحدة.... وكان يرى من البداية من زمان مع نوري السعيد صاحب فكرة (الحزام الأخضر) كانا يقولان إن بالسلم ممكن وضع إسرائيل في جيب العرب كما قالوا زمان ثم يقضون عليها بعد حين!!!!

قرر «أبو رقيبة» أن يطوف بطائرته الدول العربية ويقابل رؤساءها وملوكها قبل الاجتماع الكبير.... علم بذلك «عبدالناصر» ولأول مرة في التاريخ الدبلوماسي تخطر دولة ما دولة أخرى بأن رئيسها غير مرغوبة زيارته ورغم ذلك كانت أول محطة لـ«أبي رقيبة» مصر.... وما إن علم بذلك صلاح الشاهد كبير الياورين حتى هرول إلى المطار وأخطر «أبو رقيبة » بأمر «عبدالناصر» زيارته غير مرغوب فيها فعاد إلى الطائرة ولم يدخل مصر بعد ذلك حتى وفاته.

فكري باشا أباظة كتب في مجلة (المصور) ومحمود عبدالمنعم مراد كتب في جريدة (الأخبار) يؤيدان المعاهدة وينتقدان طريقة معاملة رئيس دولة عربية فأوقف «عبدالناصر» فكري أباظة عن العمل في الصحافة بكل إصداراتها واعتقل «مراد» الذي تم تعذيبه!!!! معظم السياسيين والإعلاميين والرأي العام كانوا مع «أباظة» و«مراد».... «عبدالناصر» نفسه اعترف بخطئه.

                                          (....)

نعم.... مصر جاية.... نعم كلنا وراءها.... نعم كلنا يد واحدة... ولكي نكمل المشوار بإذن الله يجب أن تكون هناك حرية وحب وثقة وعدل.... أسرع دعاء هو دعاء المظلوم واسألوا الرئيس الأسبق «مبارك».... كل الناس أخذوا حقوقهم ما عدا أسرتنا حتي اليوم.... في أول يوم من الولاية الأولي عرضت الشكوى دون جدوي.... والشكوى لغير الله مذلة.