رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

تناولت صحف يوم الاثنين الماضى خبرًا غريبًا من حيث نوعية ومكان الجريمة.. فهى اختراق لمواقع إلكترونية أو ما يسمى «الهاكرز» فى فرشوط بمحافظة قنا.. فقد ألقت أجهزة الأمن، القبض على طالب لقيامه باختراق بعض حسابات مواقع التواصل الاجتماعى والاستيلاء منها على صور وفيديوهات لابتزاز أصحابها مقابل الحصول على مبالغ مالية.. وهى جريمة تطرح الكثير من الأسئلة حول بدء ظهور مثل هذه الجرائم فى أقاصى الصعيد، والدوافع التى وراء قيام طالب بذلك.. فهل هى محاولات للتجريب والتسلية أم تحدٍ لنفسه وقدراته.. أم إنه مجرم فعلاً؟!

ووجه الغرابة كذلك أن مرتكب الجريمة طالب، ورغم أن الخبر لم يذكر عمره، تحديدًا، ولكن يبدو من جريمته أنه من ١٦ إلى ١٨ سنة، فهو إما فى المرحلة الثانوية وإما فى أولى سنوات الجامعة.. وهذا يعنى أن الشباب فى أقاصى الصعيد تطور تطورًا تقنيًا ومعلوماتيًا ومهنيًا فى مجال الإلكترونيات وهو مجال بالتأكيد لم يتعلمه فى المدارس؛ حيث إن مدارسنا فى القاهرة والإسكندرية لم تتح، حتى الآن لطلابنا، هذا النوع من التعليم، فما بالكم بفرشوط، وهى مشكلة أخرى، ليس مجالها الآن.. المهم أن هناك طالبًا من فرشوط تمكن بمفرده من إجادة التعامل مع التقنيات الذكية بمهارة ذكية جدًا أيضًا لدرجة وصوله إلى مرحلة الهاكرز أو القرصنة الإلكترونية.. والهاكر أو الاختراق يشير إلى الذكاء، والقدرة على التفكير الاستنتاجى، وهو جهد تقنى يبذله الشخص للتلاعب، والتحكم بأجهزة وشبكات الغير سواء كانت عبارة عن مواقع أو صفحات للتواصل الاجتماعى خاصة بأفراد أو مواقع وشبكات خاصة بجهات حكومية وشركات خاصة وبنوك وغير ذلك!

وفى حالة طالب فرشوط فهذا يعنى أننا أمام شخص ذكى ومبدع، ولكن فى الاختراق والسرقة والابتزاز.. فماذا نفعل معه؟.. فهو لا شك مجرم، حسب قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات والجرائم الإلكترونية والذى أقره مجلس النواب، مؤخرًا، فى الخامس من يونيو الماضى، وحسب المادة (15) يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة، وبغرامة لا تقل عن 50 ألفًا ولا تجاوز 100 ألف جنيه، أو إحدى هاتين العقوبتين، للدخول عمدًا أو بخطأ غير عمدى وبقى بدون وجه حق، على موقع أو حساب خاص أو نظام معلوماتى محظور الدخول عليه، فإذا أنتج عن ذلك إتلاف أو محو أو تغيير أو نسخ أو إعادة نشر للبيانات أو المعلومات الموجودة على ذلك الموقع أو الحساب الخاص أو النظام المعلوماتى، تكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنتين وبغرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه ولا تجاوز 200 ألف أو بإحدى هاتين العقوبتين.

يعنى أن طالب فرشوط، الذى يبدو كما ذكرنا عمره لا يتجاوز ١٨ عامًا، سيواجه عقوبة ما بين الحبس سنة أو سنتين، أو دفع غرامة لا تقل عن ٥٠ ألفًا ويمكن أن تزيد إلى ٢٠٠ ألف، وفى أفضل الحالات يمكن الحكم عليه بإحدى هاتين العقوبتين السجن أو الغرامة!

فهل حبس طالب لمدة سنة أو سنتين وممكن أكثر إذا لم يكن معه قيمة الغرامة، وفى الغالب ليس معه وإلا ما كان أقدم على ابتزاز الآخرين للحصول على بضعة جنيهات.. هل ستكون هذه العقوبة مناسبة لطالب، حتى ولو كان مخطئًا لندمر حياته كلها بإدخاله السجن مع المجرمين الكبار وعتاة الاجرام بينما هو ما زال فى مقتبل العمر، وكـأننا نتيح له الفرصة ليخرج لنا مجرمًا كبيرًا؟!

ولكن ماذا يجب أن نفعل مع هذا الطالب وغيره؟.. فمن المتوقع أن تتكرر جرائم الهاكرز وتنتشر فى مصر كلها، وكما هى فى كل بلاد العالم.. فكيف نعاقبه على جريمته، ولماذا لا نفعل كما فعل الرسول الكريم مع الأسرى بدلًا من قتلهم؟!

[email protected] com