رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

وفر دموعك.. ما عاد ملحها يؤرقنى ولا يستثير فىّ حتى الشفقة، ألا تخجل من التحدّث عن الحب، وأنت الّذى زرعت فى قلبى أكثر الجروح إيلاماً، فى كل مرة كنت أقرأ تفاصيل الخيانة على جسدك.. دهاليز مشاعرك، أواجهك مرة وأتجاهل مرات، أخفض رأسى للريح لأجل الأولاد حتى لا تقتلعهم عاصفة الخلاف الأخير الذى كان يلوح دوما ويسلط على حياتنا كالسيف، وهذه المرة قررت ألا أحتمل، ألا أطأطئ أو أغمض عينى على نزف الألم فينغلق الجرح على البقايا، قررت أن أثور.. أرفض.. أبتعد.. أتحرر من استعبادك لى ..لمشاعرى، أن أرفض المزيد من الخيانة لأن من تحملت لأجلهم كل الجراح والآلام كبروا وماعاد ينطلى عليهم مزيد من الخداع الأسرى للحفاظ على الشكل الاجتماعى «الهش»، لقد شبوا عن الطوق وفهموا أكثر مما ندرك ..بل هم ما واجهوا ملفنا الشائك بشجاعة افتقدتها وقالوا بحسم: آن الأوان لتنقذى ما تبقى منك .. لتتخلصى من تلك العلاقة المسمومة .

نعم لقد سممت مشاعرى وقلبى وحياتى بكل خياناتك اللا مبررة، فعن أى حب تتحدث الآن، وعن أى مزيد من الاحتمال جئت تلومنى الآن لأنى لم أفعله، أبعد أن فشلت مراراً وتكراراً فى تقلبك بين أحضان النساء، فجئت تبحث عنى ..لأنى احتملتك بكل سخافاتك وخياناتك سنينا طويلة ..لأنى كنت وحدى التى أعطى وأضحى وأتفانى فيما لم تعطيك ولم تتفانى احداهن لأجلك، ألأنى نسيت شبابى ومطالبى فى الحياة لأجلك ولأجل أولادى، فيما يطلبن هن كل الحقوق ويمنحنك قشوراً من العطاء، فيما ندمك وبكاؤك.. وقد فات الأوان وانتهت تلك الأزمنة، حتى إنى نسيت موضع جرحى ..واختفى ألمى منك ..لأنك لم تعد لدى شيئاً.

يا من كنت ..لماذا تعتقد كما يعتقد كثير من الرجال أنهم أذكى من زوجاتهم، وأن خيانته لها لن تكتشفها، وهى التى تعرف حتى متغيرات أنفاسه، وسر انحسار نظرته الحانية عنها، لماذا يجبن الرجل على المواجهة والصراحة بأن فى حياته امرأة أخرى، وقد منحه الله من الشجاعة وقوة الإرادة ما منح، لما لا يصارحها ويترك لها حرية الخيار، إما القبول والاستمرار، وإما الرحيل باحترام، ليبقى الطيب من ذكرى سنوات العشرة كمحراب يحج إليه كل أفراد الأسرة فى لحظات الحنين والضيق من متقلبات الحياة، لماذا لا يكون الرجل صادقاً، وكما اختار قلبه أخرى، فليترك لزوجته أيضاً الاختيار.. إما التسامح والبقاء أو الرحيل، مع حفاظ كليهما على الود والرحمة ورعاية الصغار كل وفقا لدوره بما يرضى الله .

لماذا ينكل الرجل بزوجته بعد أن تكتشف خيانته، ويرفض تطليقها، ويتركها معلقة وكأنه يعاقب ذكاءها، ويعاقب كشفها له، ولماذا إذا طلقها يهدر كل حقوقها الشرعية ولا يوافيها ولو حتى على سبيل «مكافأة» نهاية الخدمة، رغم حماية الشرع لكل حقوق الزوجة والمطلقة وأم الأولاد، تلك الحقوق التى ينتزعها منها الزوج بجبروته.. بالتهديد والوعيد، وبحرمانها من فلذات أكبادها «أولادها إن استطاع».

هل من الرجولة أن يخطئ الرجل فى حق زوجته بالذهاب لأخرى قلباً وجسداً ومالاً، ويهمل زوجته.. أم أولاده، ويكمل ظلمة بتعليقها، وبأكل حقوقها، أو حرمانها من أطفالهما، لمجرد النكاية بها لأنها رفضت أن تشاركها أخرى فى زوجها وشريك حياتها وثارت لكرامتها..

أيها الرجل إذا كان الشرع قد أحل لك تعدد الزوجات، فهناك شروط يجب عليك اتباعها، أهمها أن يكون لديك أسباب حقيقية شرعية للزواج بأخرى وليس لمجرد إمتاع رغبات وشهوات وامتلاك لأجساد الجميلات، ومن الشروط أن تعلم الزوجة بوجود أخرى، وأن تعدل وألا تظلم واحدة لأجل الأخرى، وأن يكون لديك القدرة المالية للإنفاق على هذه وتلك، وفوق هذا كله لا ذنب لأطفالك لتطلقهم مع طلاقك لأمهم، فتهمل مطالبهم وتتوقف عن رعايتهم والإنفاق عليهم، فأنت الراعى والمسئول عن رعيتك وسيحاسبك الله أشد الحساب، وكفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول.. وللحديث بقية.

[email protected]