رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

كنت وعدت فى مقالات سابقة بالكشف عن أصل كلمة الصليبية، أول من نحت المصطلح، جنسيته، لغته، المناسبة التى قيل فيها المصطلح، والفترة الزمنية، وكيفية انتقال المصطلح من لغته وبلدته إلى لغات وبلدان أخرى.

وبداية نشير إلى أن كلمة صليبية استخدمت كإشارة إلى الحروب الصليبية، وهذه الحروب بدأ الإعلان عنها (حسب ستيفن رانسيمان: تاريخ الحملات الصليبية) فى شهر فبراير سنة 1095 ميلادى/487 هجرى، فى كلمة ألقاها البابا «أوربان» الثانى فى مدينة كليرمون بجنوب فرنسا، حث أوربان، كما سبق وذكرت فى مقالات سابقة، خلالها على تحرير قبر المسيح من الوثنيين(يقصد المسلمين)، واستخدم أيامها جملة الحرب المقدسة، ووعد الحضور(كما ذكر: جوناثان ريلى: الحملة الصليبية الأولى) بالغفران، والقتلى بالشهادة، ووزع على (راجع: قصة الحضارة، وول ديورانت، عصر الإيمان) من حضروا صلبانًا من القماش لتخيط فى ملابسهم، وكانت (فوشيه الشارترى: تاريخ الرحلة إلى القدس) مصنوعة من الحرير والجوخ وعلقت على أكتافهم وأرديتهم.

والثابت تاريخيًا أن أول حملة وصلت المنطقة كانت سنة 1097م/490هـ (راجع: وليم الصورى، الحروب الصليبية)، واحتلت القدس فى شعبان 492هـ/ يوليو 1099م، وقد امتدت الحروب الصليبية من سنة 1097 وحتى سنة 1291م، (490 إلى 689هـ) ما يقرب من مائتى سنة.

وبالنسبة لمصطلح الصليبية أو الحرب الصليبية أو الحملات الصليبية فقد اتفقوا على التوقيت، قيل إن المصطلح ظهر لأول مرة فى القرن السابع عشر، أين؟، ومن هو صاحب فضل ظهوره؟، وما هى جنسيته؟، لغته؟

د.قاسم عبده قاسم(فى كتابه: ماهية الحروب الصليبية) معتمدا على بعض المراجع وليس المصادر، قال إن المصطلح صك لأول مرة فى اللغة الإنجليزية بفضل الكاتب توماس فوللر، واستخدمه فى كتابه «تاريخ الحروب المقدسة»، على العكس تماما المؤرخ الروسى ميخائيل زابورون (حسب كتابه: الصليبيون فى الشرق) رأى أن المصطلح استعمل لأول مرة فى اللغة الفرنسية وليس الإنجليزية، وأن لويس ممبور مؤرخ بلاط لويس الرابع عشر، هو الذى نحت المصطلح سنة 1675م فى كتابه تاريخ الحروب الصليبية، ميخائيل مثل قاسم لم يذكر كيف ظهر، ولا ما هى المصادر التى اعتمد عليها، لكنه رأى أن المصطلح عن طريق ممبور انتقل إلى اللغات والبلدان الأخرى، وقد شاع فى الأدبيات الغربية خلال القرن الثامن أو التاسع عشر، ما هى حقيقة هذا؟، وإلى من نعزو فضل صك المصطلح ممبور الفرنسى أم توماس الإنجليزي؟، السؤال يحتاج إلى بحث ودراسة، خاصة وأن الدراسات التاريخية فى مصر والبلدان العربية تعتمد فى كتاباتها على المراجع وليس المصادر، وحتى اليوم لم نقم بترجمة المصادر الخاصة بالحملات الصليبية، اللاتينية، والانجليزية، والألمانية، والفرنسية ،الشهادات، والكتابات المعاصرة للحملات والقريبة زمنيا منها، متى نفكر ونهتم بترجمتها؟، الله أعلم.

[email protected]