رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

أتطلع من جانبي باهتمام خاص، إلى الدعوة التي تلقاها الرئيس لحضور مؤتمر ميونيخ للأمن في فبراير من العام المقبل، لأنه مؤتمر للأمن ليس ككل المؤتمرات من نوعه على مستوى العالم، حتى وإنْ ناقشت باقي المؤتمرات ما يناقشه هو ويتناوله!

وكان الرئيس قد استقبل خلال زيارته التي تنتهي اليوم لألمانيا، ولفجانج أيشنجر، رئيس المؤتمر، الذي وجه الدعوة إلى الرئاسة لتكون حاضرة في المؤتمر الألماني العريق، ربما لسببين، أولهما أن لدى القاهرة تجربة مهمة في مقاومة الإرهاب وضمان الأمن لأبنائها على أرضها، وثانيهما أن رئاسة الاتحاد الإفريقي ستكون منعقدة في التوقيت نفسه لمصر، وبالتالي فالحضور أمر مستحق لنا، بالأصالة عن أنفسنا، وبالنيابة عن الأشقاء الأفارقة على امتداد القارة السمراء!

والذين يتابعون أعمال هذا المؤتمر من بعيد، عاماً بعد عام، يعرفون أنه أقرب إلى المنتدى الدولي الذي ينعقد في موعده الثابت، ومكانه الثابت، منه إلى مؤتمر عابر للأمن قد ينعقد مرة، وقد يتخلف عن موعده المعروف مرات..! وهذا هو الشيء الذي يعطيه أهمية ظاهرة.. وهناك سبب آخر هو أنه يتكلم دوماً عن سياسات أمنية دولية وإقليمية بعيدة المدى، بما يعني أنه يستشرف المستقبل وآفاقه، أكثر مما يتعرض للحاضر وأحداثه!

وإذا كانت الجزائر تملك تجربة مشهودة في مطاردة الإرهاب المتستر بالدين، وفي مكافحته، وفي تجفيف منابعه، فتجربتنا تكاد لا تقل عن التجربة الجزائرية، على أكثر من مستوى من مستويات المطاردة، والمكافحة، وتجفيف المنابع..! ولا أعرف ما إذا كانت الجزائر مدعوة الى مؤتمر ميونيخ أم لا، والغالب أنها مدعوة، لأننا معها نمثل الدولتين اللتين واجهتا إرهاباً كما لم تواجهه دولة إفريقية مثلهما..! ولا يقلل هذا بطبيعة الحال من تجارب سائر دول القارة الأربع والخمسين!

وفي يناير من كل سنة تقريباً، ينشغل العالم بمتابعة منتدى «دافو» الاقتصادي في سويسرا، وتطغى أخباره على باقي الأخبار.. وفي حقيقة الأمر، فإن مؤتمر ميونيخ لا يقل في موضوعه عن منتدى «دافوس»، الذي يملأ الدنيا ويشغل الناس، من حيث توقيت انعقاده الثابت، ومن حيث الحشود التي تحرص على حضوره، وقد يعود ذلك إلى قدرة الاقتصاد في حد ذاته، على تحريك العالم، في كل وقت، غير أن الثابت أيضاً أن الأمن ليس أقل درجة من الاقتصاد، بل إن الأمن يتقدم بمفهومه الشامل على الاقتصاد، لا لشيء إلا لأنه لا اقتصاد، حيث لا أمن بالمفهوم العام!

دعوة الرئيس إلى ميونيخ تقوم على مسوغات، وليست دعوة على غير أساس، لأن لدى مصر ما تقوله وتقدمه في هذه القضية الشاغلة للعالم دون استثناء!