عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

نتحدث ونكتب وننادى ونعانى من الإعلام وكيف أنه لا توجد أى معايير علمية وقانونية وأخلاقية ومهنية تحكم العمل الإعلامى، اللهم أن قضايا السياسة والحكم ونقد الحكومة وليس الدولة أصبحت من التابوهات والمحرمات التى لا يقدر أى إعلامى على تناولها كتابة أو عرضًا أو نقدًا لأنه سوف يتعرض للهجوم أو للمساءلة والاتهام إما بأنه إخوانى أو إرهابى أو ثورجى فوضوى أو أنه من المعارضين للدولة والنظام وبالتالى تحول الإعلام فجأة سواء المرئى أو المسموع أو المقروء إلى حوارات فنية ودينية وتجميلية وطبعًا رياضية وتوارت بل اختفت المعارضة المعتدلة البناءة الإيجابية التى تلقى الضوء على مواطن الخلل أو النقص فى المنظومة الإدارية أو التنفيذية خاصة أن مجلس الشعب أو البرلمان لا يتم بث مناقشاته ولا يعرف المواطن ماذا يدور أو ماذا يقدم للمواطن وللحياة اليومية بكل مشاكلها وصعابها وكيف أن هذا البرلمان الذى هو صوت الأمة والشعب أصبح بعيدًا عن نبض الجماهير وعن صوتها ولم يعد النواب يعرفون أصوات من اختارهم ولم تشهد الساحة السياسية رقابة حقيقية من البرلمان لأداء الحكومة وتحمل المواطن تلك المرحلة الانتقالية من حالة الفوضى والإرهاب و حكم الإخوان ليعبر بالوطن إلى مرحلة عودة السيادة والدولة الحاكمة القابضة على زمام الأمور وتقاليد السلطة محليًا ودوليًا وأيضًا مرحلة التحول الاقتصادى نحو التنمية والاستثمار بدلًا من معدلات الخطر والتراجع الاقتصادى التى شهدتها مصر بعد 2011 وبعد إزالة حكم الإخوان فى 2013.. ولكن أن ينحدر المستوى المهنى والإعلامى والأخلاقى فيما يقدم للمواطن والجمهور فإن هذا أحد أسباب حالة الفوضى الأخلاقية فى الشارع المصرى والتى تنبئ بتدهور فى السلوك و فى المعاملات ولا تتواكب مع النمو والبناء الذى تنشده الدولة وتتبناه الحكومة و ينادى به رئيس الجمهورية من خلال التعليم وتطويره والثقافة وأهميتها و الإعلام ودوره فى بناء الشخصية المصرية واستعادة الهوية وتمكين الشباب والانتماء للوطن ولمصر فى مرحلتها الجديدة.. الإعلام ليس له أى ضوابط أخلاقية ومهنية ولا رقيب أو حسيب على الأداء الإعلامى فمثلًا فى برنامج على راديو «9090»الفترة الصباحية «أعترف أنى» كموضوع الحلقة التى يتابعها ملايين من البشر نجد المذيع والمذيعة يعرضان قضية شاب يرسل لهما عبر الإيميل والإذاعة اعترافاته بأنه يخون زوجته ويعرف أخرى بل أخريات و لكنه لا يشعر بأى ذنب أو تأنيب ضمير إلا أنه يخاف من أن تكتشف الزوجة فعلته.. فينصحه الإعلامى الشاب أن يصاحب أخا زوجته و يساعده على أن يسلك نفس طريقه من مصاحبة الفتيات والسيدات حتى لا يكشفه وحتى يصبحا هما الاثنان فى مأمن من الزوجة وطبعًا استخدم المذيع الإعلامى كلمات سوقية وألفاظًا غير محترمة وضحكًا وهزلًا وشاركته المذيعة فى أن الخوف من الزوجة لا يجب أن يستمر وأن الزوج الذى يصاحب ويخون قضية عادية وعلينا جميعًا أن نبحث عنه.. ويستمر الضحك والاستظراف.. دعوة صريحة للرذيلة والخيانة للشباب والبسطاء والذين لا حظ لهم من العلم والتعليم والثقافة!!! هذا هو الإعلام فى غياب تام لدور أى هيئة رقابية على المهنة والأخلاق.. ثم نشكو من الانحدار الأخلاقى والسلوكى وتغيير المجتمع والشباب والبسطاء.. اعترافات الجمهور وجرأتهم وعدم احترامهم للآخر والأخلاق والعادات والتقاليد ناقوس خطر وإنذار بأن الإعلام أصبح مدمرًا وليس بنّاءً. نداء لمن بيده الأمر.. قانون الإعلام لا يعنى السياسة فقط ولا الدين كقضية لا تحتمل الرأى والرأى الآخر وإنما الإعلام يمر بمرحلة تذكرنا «بإرخى الستارة.. أحسن جيرانا تجرحنا».