رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حفنة كلام

«قبل أن أجيء إلى مصر كنت متوجسًا لكنى بين طلاب جامعة جنوب الوادى وطلاب جامعات مصر شعرت أن مصر بخير وأن ريادتها الثقافية عادت»، هكذا عبّر الدكتور بونُو مونتشو أستاذ جامعى من دولة «بنين» الإفريقية فى الملتقى الإفريقى «الثقافة جسر بين الشعوب» الذى عقد فى رحاب جامعة جنوب الوادى بقنا التى يرأسها الدكتور عباس منصور وقد شرفتُ برئاسة هذا الملتقى الذى جمع طلاب الجامعات المصرية والعربية والإفريقية.. ما أجمل أن ترى الطلاب يتحاورون شعرًا وقصصًا وروايات ومسرحًا وغناءً وفنونًا تشكيلية ، حوار مدهش يدحض أحكامنا المتسرعة على شبابنا أنه غير مثقف ويهتم بالقشور.. إنهم يحملون آمال جيلهم وآلامه أيضا، تأتى الطالبة مريم  الصفتى من الجامعة المصرية اليابانية لتدهش الجميع على المسرح المكشوف بالجامعة وسط آلاف الطلاب فى غناء بحنجرة ذهبية وصوت متفرد وحضور لافت لتغنى مع الطالب أحمد السيد العربى من جامعة طنطا بصوت يعيد مجد الغناء المصرى وعرشه الذهبى ومع الطالبة فاتن منصور بكلية التجارة بجامعة جنوب الوادى التى أدهشت الحضور وكأنها أم كلثوم جديدة تعيد مجد مصر الغنائى وجمال صوتها الأخّاذ وتحكّمها فى الجمهور والطالبة يوستينا أشرف بكلية التربية بجامعة جنوب الوادى التى أقنعت الحاضرين بفيروز جديدة جميلة وكأنها قيثارة الغناء العربي، والطالب عمر طارق بكلية التجارة بجامعة جنوب الوادى وفى حفل الافتتاح كم كان حضور الفريق الموسيقى الهولندى وكورال جامعة جنوب الوادى رائعًا حين تسمع موتسارت مع زكريا الحجاوى وباخ مع بليغ حمدى وبيتهوفن مع رياض السنباطي، ومحمد عبدالوهاب مع هايدن .

هذا مع كلمات الدكتور السودانى  النور عبدالرحمن محمد وهو يتغنى بحب مصر وفضلها وسط آلاف الطلاب الذين جاءوا ليسمعوا الثقافة والفن والجمال فى أرض مصر مع هذا الوفد الهولندى الذى يضم ما يقرب من عشرين عازفًا  وطبيبًا مع وفد طبى هولندى جاء ليجرى عمليات القلب بالمستشفى الجامعى بقنا بقيادة جراح مصرى عاشق لمصر يقيم ويعمل بجامعات هولندا وهو أ.د صلاح سعيد مع الهولنديين دون مقابل إهداء  مع سيارة إسعاف مجهزة هدية للجامعة جهد يستحق كل تحية وتقدير .

وللأسف لم تهتم قنواتنا التليفزيونية بهذه الأحداث التى تحدث على أرض مصرية وبجامعة مصرية ربما لأنها مشغولة بأمور أخرى أكثر من إظهار صورة مصر الآمنة والهولنديون يتجولون فى شارع الجميل بقنا ويقفون مبهورين أمام حتحور بدندرة .. لم تصوّر قناة تليفزيونية مصرية شباب إفريقيا والعرب وهم ينشدون مع شعراء الجامعات المصرية قصائدهم حبًّا فى مصر على أرض قنا، ولم يسمعوا الشاعر كارم حمدان وهو يعاتب «كفاية عاد».

هل كانت مقولة الراحل جمال حمدان عن القاهرة ومحافظات مصر «رأس كاسح وجسد كسيح» صادقة؟

هذا الحضور الأوربى والعربى والإفريقى مع شباب جامعات مصر لم يلفت انتباه الإعلاميين .

وعندما غنت المطربة الهولندية سازكا جيفرز مع المطرب أحمد جمال أغنية «فيها حاجة حلوه» باللغة العربية كان أداء جميلا مبهرا، كم تمنيت أن تنقله قنواتنا التليفزيونية .

أودّ من وزاراتنا ومؤسساتنا الثقافية والشبابية أن تهتم بهذه الأحداث فى جامعات مصرية لأن هذه هى معركتنا  نقاتل بسلاح التنوير ضد التكفير والتفجير ..

لكن ما توقفتُ مليا أمامه هو عشق المصريين فى الخارج لبلدهم هذا الجراح المصرى النابغة أ.د.صلاح  سعيد يأتى مع الوفد الطبى الهولندى بكل حماس وبكل انتماء لمصر وحب وعشق مع الاستاذ محمد رضا ورجل الأعمال مريت سلامة مع الطبيب السعودى مفرح الزهرانى المقيمين بهولندا لكى يشفوا قلوب المصريين مع أمهر الجراحين الهولنديين.

هذه روح التطوع ومساعدة الآخرين التى نود أن نغرسها فى نفوس شبابنا.

كل الشكر لجامعة جنوب الوادى المنظمة لهذا الملتقى، وللدكتور محمود النوبى أمين الملتقى واللجان المنظمة وللأستاذ محمد وليد مدير عام رعاية الشباب المركزية بها وللسيدة ريهام محمد العريان مدير إدارة النشاط الثقافى والفنى  وكل إدارات الجامعة التى نظمت هذا الملتقى الرائع.

نود أن تعود إفريقيا لنا لاسيما أن مصر ستترأس الاتحاد الإفريقى ليعود دورها الريادي، وتساءل الشباب فى براءة أين اتحاد الجامعات العربية وأين..وأين...فقد كثُرت «الأيْنات» التى تحولت إلى «آهات» لا نعرف لها أجوبة!

[email protected]