رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رؤى

 

 

يقال إن المرأة خلقت لكى تندب وتعدد، ويقال أيضا، والعهدة على الراوى، إنها تعشق البكاء، وتذرف الدموع مثل التماسيح، وتمتلك قدرة غريبة على الذرف، وتشعر بأنها فى قمة أنوثتها وهى تذرف فى حضرة الرجل، ويقال كذلك إنها تكون فى أحسن حالتها النفسية وهى تندب، وتعدد، وتذرف.

الندب مثل التعديد قد يقتصر على الصوت، الصياغات الشفوية الحلقية، والإيماءات الجسدية، وقد يتبعه ذرف، والمرأة تمتلك بحول الله مهارة فائقة فى التعبيرات الشفوية الحلقية الحنجورية، وقدرة غريبة على الذرف، ويمكنها بسهولة الجمع بين الظاهرة الصوتية والدمعية.

بفضل الله حضرت فى طفولتى الندابة، على ما أتذكر كان اسمها « أم عبدالله»، كانوا يستأجرونها للمياتم، كانت تعرف بالندابة والمعددة، تدخل الدار بعون الله تقلبه فى ثوانٍ، صوات، وصراخ، وتعديد، وبكاء، ولطم، وشد شعر، ومرمغة فى التراب أجارك الله، تسمع صوت النسوان من أول البلد.

ام عبدالله كانت فى الأيام التى لا تعدد فيها تساعد فى الخبيز والغسيل، زوجها كان مسحراتى القرية فى شهر رمضان، باقى الشهور لم أره فى عمل، دارهم كانت فى زقاق فى طرف البلد، عبدالله ابنها كان يعمل فى محل أحذية بالمدينة، لم نكن نراه كثيرا فى البلد.

الندابة كانت تساعد النسوان على استدعاء المشاهد الحزينة والمؤلمة والكئيبة من الذاكرة، كانت النساء يدخلن الميتم لكى يفرغن شحنة تتشكل ملامحها وصورها خلال حالة الندب.

كنا نجلس على مسافة من مندبة النساء نتابع، ونراقب، ونرصد، ونبكى، ونضحك، ونسخر، وكثيرا ما كنا نقلد بعض النساء، ونعاير بعضنا البعض بما تفعله الأمهات.

الندب والتعديد يختلف حسب ثقافة المرأة وبيئتها، ومظاهره تتأثر بالبيئة المحيطة، المرأة تعدد لأتفه الأسباب، والتعديد درجات وصياغات، حسب المؤثر الذى دفعها للتعديد، قد يكون تعليقًا على موقف، وقد يكون تعبيرًا عن حالة خاصة أو عامة.

أعتقد والله أعلم أنه لا يوجد بيت فى مصر هذه الأيام يخلو من الندب والتعديد، منذ أن قاموا بتعويم الجنيه، وزيادة فواتير المرافق، والارتفاع الجنوني فى أسعار السلع، والندب أصبح على الرابع، يمكنك أن تسمع الندب من الميدان.

للإنصاف المرأة تتحمل عبء الإصلاح الاقتصادي بمفردها، الرجل يسلمها الكام ملطوش، وهى مطالبة بتدبير احتياجات المنزل، عندما تسمع صوت الندب والتعديد فى الشوارع والبيوت ووسائل المواصلات اعرف جيدا أن الأسعار ارتفعت، وأن الحسبة باظت، وأن النساء غلب حمارهن، الكام ملطوش لم تعد تنفع « لا طبلة ولا طار»، والحل؟، نندب ونعدد.

[email protected]