كلمة عدل
فى إطار الحديث عن المبدعين العظام فى مصر الذين يجب أن يخلدهم متحف المبدعين، الفنان الكبير نجيب الريحانى. هو نجيب إلياس ريحانة، الشهير باسم نجيب الريحانى، وهو مُمثل فُكاهى مصرى من أصل عراقى. يُعد أحد أبرز رُوَّاد المسرح والسينما فى الوطن العربى عُموماً ومصر خُصوصاً، ومن أشهر الكوميديين فى تاريخ الفُنون المرئيَّة العربيَّة.
وُلد فى حى باب الشعريَّة بِمدينة القاهرة فى زمن الخديويَّة، لِأبٍ عراقىٍّ كان يعمل بِتجارة الخيل، فاستقر به الحال فى القاهرة لِيتزوَّج امرأةً مصريَّة قبطيَّة أنجب منها ثلاثة أبناء منهم نجيب.
تلقَّى الريحانى تعليمه فى مدرسة الفرير بالقاهرة، وفيها تجلَّت موهبته التمثيليَّة المُبكرة، فانضمَّ إلى فريق التمثيل المدرسى، واشتهر بين مُعلميه بقُدرته على إلقاء الشعر العربى؛ حيثُ كان من أشد المُعجبين بالمُتنبى وأبى العلاء المعرِّى، كما أحب الأعمال الأدبيَّة والمسرحيَّة الفرنسيَّة. بعد إتمامه دراسته، عمل مُوظفاً بسيطاً فى شركةٍ لِإنتاج السُكَّر فى صعيد مصر.
تزوَّج الريحانى امرأةً لُبنانيَّة تُدعى بديعة مصابنى تعرَّف إليها أثناء إحدى عُروضه فى لُبنان، واصطحبها معهُ إلى مصر؛ حيثُ افتتحت ملهى خاصاً بها اشتهر باسم «كازينو بديعة»، كما أسست فرقتها المسرحيَّة الخاصَّة كذلك التى عُرفت باسم «فرقة بديعة مصابنى» والتى اكتشفت العديد من المواهب التمثيليَّة فى مصر.
انفصل الريحانى عن بديعة مصابنى فى وقتٍ لاحق، ليتزوَّج بامرأةٍ ألمانيَّة هى «لوسى دى فرناى» وأنجب منها ابنته الوحيدة.
أُصيب الريحانى فى أواخر أيامه بِمرض التيفوئيد الذى أثَّر سلباً على صحَّة رئتيه وقلبه، وفى يوم 8 (يونيو) 1949م، تُوفى الريحانى فى المُستشفى اليُونانى بِحى العبَّاسيَّة بِالقاهرة، ولمَّا يختتم تصوير آخر أفلامه، ألا وهو «غزل البنات»، وكان لهُ من العُمر 60 سنة.
ترك نجيب الريحانى بصمةً كبيرةً على المسرح العربى والسينما العربيَّة، حتَّى لُقِّب بِـ«زعيم المسرح الفُكاهى» فى مصر وسائر الوطن العربى، ويرجع إليه الفضل فى تطوير المسرح والفن الكوميدى فى مصر، وربطه بالواقع والحياة اليوميَّة فى البلاد بعد أن كان قبلاً شديد التقليد للمسارح الأوروبيَّة، ويُعرف عنه قوله (فى خليطٍ من اللهجة المصريَّة العاميَّة واللُغة العربيَّة الفُصحى): «عايزين مسرح مصرى، مسرح ابن بلد، فيه ريحة «الطعميَّة» و«المُلوخيَّة»، مش ريحة «البطاطس المسلوق» و«البُفتيك».. مسرح نتكلَّم عليه اللُغة التى يفهمها الفلَّاح والعامل ورجل الشارع، ونُقدِّم لهُ ما يُحب أن يسمعهُ ويراه...».
وكان لِلريحانى وأُسلوبه التمثيلى تأثيرٌ على العديد من المُمثلين اللاحقين، منهم فُؤاد المُهندس الذى اعترف بتأثير أُسلوب الريحانى عليه وعلى منهجه التمثيلى. وقد أدَّى دور الريحانى عدَّة مُمثلين فى عدَّة مُسلسلات تليفزيونيَّة تحدثت عن بدايات الفن المسرحى والسينمائى فى مصر والوطن العربى.
وللحديث بقية
رئيس حزب الوفد