رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

لوجه الله

فشل وعجز و«فهلوة» وغياب للمهنية.. باتت أبرز سمات الإعلام العربى والتى سريعاً ما تتجلى مع كل حدث تتطلب تغطيته قدراً من المهنية والاحتراف.

وكان حادث مصرع الصحفى السعودى جمال خاشقجى آخر تلك الأحداث.. فقد أكد فيه المتصدرون للمشهد الإعلامى ابتعادهم بمعنى الكلمة عن قواعدهم الجماهيرية وعجزهم عن اجتذاب احترامها.. وباتت تلك الجماهير تتخذ منهم مادة للسخرية والتندر بما يقدمونه من غثاء وتلون وأكاذيب ساذجة.

فمع أول لحظة لانتشار خبر اختفاء خاشقجى.. ترك هؤلاء التغطية الخبرية المتزنة والبحث عن الحقيقة، وانبرى كل منهم رافعاً «لواء الفتي» لبث أوهامه وتخيلاته الخرقاء عن الحدث.. ومنهم من تقمص دور المفتش «كولومبو» وراح يلقى الاتهامات يميناً ويساراً.. وفى المقابل كان الإعلام الغربى الذى عادة ما يقدم لنا الحقائق ممزوجة بما يشاء من سموم، وخلفه قنوات الفتنة «الجزيرة» و«أخواتها»، يقدمان لجمهورهما كل ما يقع تحت أيديهم من متابعات خبرية.. وما أن أقرت السعودية بمقتل خاشقجى داخل قنصليتها، حتى أيقن الجمهور العربى أنه كان أسيراً لحفنة من محترفى «الهمبكة» و«التطبيل»، عجزوا عن إنتاج خبر كما عجزوا عن مجرد نقل الخبر.

وبالتالى كان فشل هؤلاء هدية على طبق من ذهب لقناة الجزيرة والإعلام الغربى لاستعادة متابعيهم.

نعم من الطبيعى أن تكون مساندة الشقيقة السعودية فى أى أزمة تواجهها مرتكز انطلاقنا جميعاً.. إلا أن الاختبار الحقيقى يكمن فى شكل وحرفية تلك المساندة.

والوقائع أثبتت أن غياب قواعد المهنية فى إعلامنا أفقدنا الكثير.. وأكدت أن من يتصدرون الإعلام العربى برمته لا يعرفون من التغطية الإعلامية إلا مبدأ «مع» أو «ضد».. وغاب عن هؤلاء أن تغطية إعلامية محايدة تعفيهم من الحرج مع أى طرف.. وأنها كفيلة بإبقاء متابعيهم خلفهم لمعرفة الحقائق، وعدم التحول إلى القنوات والصحف الأخرى لتقدم لهم ما تشاء، وتزرع فى عقولهم ما تريد فى غياب إعلام وطنى قادر على التصدى للأكاذيب والفتن.

وهنا دعنا نسأل: كم خبراً بثته تلك القنوات وكذبه إعلامنا، ثم كشفت الأيام صحة ما نشروه وكذب إعلامنا، وأثر ذلك على المتابعين؟

والمؤلم حقاً أنه منذ اندلاع الثورات العربية فى 2011 وحتى اليوم والجميع يتحدث عن حروب الجيل الرابع التى تواجهها دولنا.. لكن أحداً لم يعد لتلك الحرب عدتها.

نعم كنا ومازلنا نواجه حرباً شرسة من حروب الجيل الرابع لكننا اخترنا بكل رغبة وإصرار أسلحة فاسدة و«كروت محروقة» لخوض تلك الحرب، حتى لم يعد هناك محل للبكاء على اللبن المسكوب.. اللهم بلغت، اللهم فاشهد.

[email protected]