عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

أشرت فى مقالى السابق إلى الإهمال الذى يضرب الكثير من المواقع والذى يهدم جهود الدولة والقيادة السياسية الساعية إلى الإصلاح والتنمية والتقدم وتخفيف أعباء المواطن.. وأكدت أن هناك موتًا مجانيًا يتسبب فيه التسيب وانعدام الضمير واللامبالاة من بعض المسئولين وأصحاب القرار الذين لا تهزهم حوادث الموت.. وضربت مثلًا للموت المجانى للأطفال الذين يسقطون فى بيارات (بالوعات) الصرف الصحى بسبب سرقة الأغطية وإهمال المسئولين وتركها على هذا الحال المزرى، والعجيب أننا لا نتعلم رغم كثرة الأخطاء، ودليل ذلك أن هذا النزيف مستمر ولكن بصور أخرى وأشكال عديدة.

منذ أيام قليلة توفى 4 عمال فى إحدى بيارات الصرف الصحى بمدينة (مطوبس) فى كفر الشيخ كانوا فى مهمة عمل لتنظيف البيارة فسقطوا واحدًا بعد الآخر أثناء محاولة كل منهم إنقاذ الآخر، توفى 4 والخامس أصيب وتم إنقاذه قبل أن يفارق الحياة.. ويؤكد الناجى من الحادث المؤلم أن زملاءه الأربعة ماتوا بسبب الروائح الكريهة التى لا تحتمل بمجرد نزولهم إلى البيارة، وأن كل محاولات إنقاذهم باءت بالفشل!

والسؤال الذى طرحناه وما زلنا نؤكد عليه لماذا يتزايد الإهمال لدرجة أنه يتسبب فى القضاء على 4 أشخاص من العمال البسطاء والمؤكد أن كل منهم سيترك وراءه (كوم لحم).. زوجة وأبناء يفقدون عائلهم ويواجهون مصيرًا مجهولاً، ويتخبطون فى الحياة لا لشىء إلا لأن الاهمال وعدم توافر شروط الأمان وعوامل الإنقاذ خاصة أن هذه المأساة تكررت من قبل كثيرًا ولكن ربما يكون عدد المتوفين هذه المرة كبيرًا وملفتًا ويحتاج لانتفاضة من كل مسئول له علاقة بهذا الأمر!

ولا يختلف الحال كثيرًا فى قضية الإهمال بالنسبة لكابلات وأسلاك الكهرباء العارية فى بعض الشوارع والتى تحصد أرواحًا أخرى وبنفس الطريقة ولا تجد من يعالج هذا الأمر وكأن تأمين الأسلاك وأعمدة الإنارة ومراعاة شروط الأمان والحفاظ على المواطنين أمرًا معجزًا ويحتاج لقدرات خارقة لا تتوفر لدينا!.. ومنذ أسابيع لقى عامل حتفه وهو يحاول إصلاح أحد أعمدة الانارة فسقط ومات على الفور والمتهم دائماً الإهمال الذى يقوض جهود الدولة فى محاولة أى تقدم.. وحوادث أخرى كثيرة من هذا النوع تشهدها الشوارع فى حوادث الطرق بسبب الإهمال فى أماكن كثيرة، وكذلك فى المستشفيات بسبب بعض الأطباء والممرضين الذين يتعاملون بلامبالاة مع المرضى فيلقى بعضهم مصيره المحتوم وينتهى مشوار حياته بسبب الإهمال الذى أصبح الحرب عليه لا يقل أهمية ولا خطورة عن الحرب على الإرهاب الذى تكرس الدولة جهودها لمواجهته ودحره، والخلاصة أن الإرهاب والإهمال وجهان لعملة واحدة!

[email protected] com