رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

إذا كانت الإرادة ضرورية فى الوقت الراهن فهى الكيفية لكى ينجح العالم العربى فى استعادة لحمته ولم شمله من جديد، وإن إدراك ذلك يتأتى من خلال قراءة متأنية للتاريخ وما تحقق من انتصارات بفضل وحدة الإرادة ووحدة العمل العربى المشترك لاسيما فى حرب أكتوبر عام 1973 التى تجلى فيها التضامن العربى فى أسمى معانيه حيث نجح العرب لأول مرة فى تاريخهم الحديث فى أن يتفقوا على كلمة سواء وينتصروا لعزتهم وكرامتهم.

فى تصورى إن دور مصر سيظل مفتاح الإجابة عن أى تساؤل مطروح عن استعادة وحدة الصف فى العالم العربى بمعنى البحث فى الكيفية وتجنب أسباب التداعى التى أصبحت لا تخفى على أحد.

إن الحالة العربية الراهنة، هى نتيجة طبيعية لأن مصر ظلت لسنوات طويلة معزولة عربياً، ما أفقد الزخم العربى معناه وانعكس ذلك على وظيفة جامعة الدول العربية التى من المفترض أنها تقوم بدور المجمع للقوى القومية لمصلحة الأمة العربية ككل، ومن ثم يصبح من الضرورى أن تتم معالجة الأزمات العربية بروح ونهج عروبى يعلى من قيم الانتماء العربى بالدرجة الأولى.

بعبارة أخرى إن تدويل المشكلات والصراعات فى المنطقة العربية لن يزيدها إلا تعقيداً، ونقول على سبيل المثال لا الحصر بالنسبة للأزمة فى سوريا لكل الأطراف الإقليمية والدولية بلا استثناء ارفعوا أيديكم عن هذا القطر العربى الشقيق واتركوا الشعب السورى يقرر مصيره بإرادة حرة فلابد أن تتوقف لغة القتال وسفك الدماء ونعطى فرصة للحلول السياسية لكى تؤتى ثمارها وما يريده السوريون هو الذى سوف يتحقق على الأرض فلا، يجب أن تكون هناك مصالح فى سوريا غير مصلحة الشعب السورى إذا كانت الجماعة الدولية صادقة مع نفسها.

ومن هنا، لابد أن تتعاون الجامعة العربية ومنظمة الأمم المتحدة، لحلحلة الوضع فى الأراضى السورية مع ضرورة وضع حد للعربدة الإسرائيلية خارج الجولان المحتل، وما ينطبق على سوريا يمكن جعله منهجاً فى التعامل مع بقية الأزمات فى العالم العربى الحالية والمستجدة مع الوضع فى الاعتبار خصوصية كل أزمة على حدة مثل ليبيا واليمن.

ومن الضرورى كذلك أن تتوحد كل جهود الدول العربية فى الحرب على الإرهاب وتتوقف الأطراف التى تعمل بشكل انعزالى وتساهم فى دعمه بصورة أو بأخرى فى الخفاء من أجل مصالح خاصة أو أهداف محدودة مثل قطر، خاصة أنه لا يوجد طرف بمنأى عن خطر الإرهاب. حيث إن الجميع فى قارب واحد وتلك حقيقة يغض البعض الطرف عنها.

ويبقى الدور المنتظر للجامعة العربية حيث إن لها مهمة عظيمة فى تحقيق ما نطرحه من رؤى تعيد للعرب قوتهم ووحدتهم التى باتت يطلق عليها البعض أنها من أفكار الماضى كما يروج لها أيضاً المتشائمون والمحبطون فى عالمنا العربى، وفى الوقت نفسه أن استعادة الزخم العربى وسرعة حل النزاعات العربية يعنى بوضوح قطع الطريق على إسرائيل فى أن تستفيد من استمرار الصراعات بمنطقة الشرق الأوسط!

خلاصة القول إن تفعيل الإرادة السياسية فى ظل المخاطر المحدقة بالمنطقة ستبقى رهن إدراك واستلهام صناع القرار العربى لما تحقق يوم عبر الجندى المصرى القناة قبل 45 عاماً وحطم أسطورة الجيش الذى لا يقهر!