رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

كان الحوار محتدماً بين جماعة من المهمومين بقضايا الإعلام، وكل منهم يعرض رؤيته لأسباب تدهور الإعلام فى مصر خاصة الفضائيات.. وطلب أحد الحاضرين أن ينال فرصة ليقدم لنا قصة طريفة يخفف بها مناخ الجدل الساخن.. قال الرجل: خلال سنوات الحرب العالمية الثانية تمكن عدد من مقاولى توريد العمال واحتياجات جيوش الاحتلال الإنجليزى، من تحقيق ثروات هائلة وأطلقت عليهم الصحف مسمى «أغنياء الحرب» وكانت الصفة المشتركة بين هؤلاء هى المستوى الاجتماعى والثقافى المتدنى، وحرص هؤلاء على ارتداء فاخر الثياب والاستمتاع بكل ألوان الترفيه ووجد سماسرة إعداد سهرات الأنس والفرفشة فى أثرياء الحرب فرصة ذهبية للحصول على عطايا وأموال أثرياء الحرب فزينوا لهم الاتجاه لاستثمار أموالهم فى مجال الإنتاج السينمائى والموسيقى.. وظهرت الأفلام والأغنيات التى تقدم أعمالا هابطة وفجة لتناسب مستوى التذوق الممعن فى الهبوط لأثرياء الحرب أصحاب رأس المال المتحكم فى هذا الإنتاج.

عدد من الفنانين أدرك بذكائه الفطرى ما يناسب أذواق هذه الفئة فقدم ما يستأثر بإعجابهم، ومن هؤلاء الفنانين برز المونولوجست شكوكو الذى اشتهر بطاقية تشبه الطرطور والذى يحرص على ترديد عبارات ذائعة الانتشار فى الحوارى والأزقة، وبرر سماسرة الفن وإعداد السهرات لأصحاب المزاج، برر هؤلاء العبارات والحركات العبثية بأن «الجمهور عاوز كده» وأن هذا هو الأسلوب الأمثل لكسب الجماهير، ومن أشهر مونولوجات شكوكو مونولوج يقول فيه «البدنجان أبو خل.. وأنا نفسى أفتح لى محل»؟! و«يا دابح قلبى بقزازة لماذا التقل ده ولماذا».

حاول بعضنا مقاطعة الرجل لكنه استمر فى الحديث رافضا الحجة التى نرى أن حديثه لا صلة له بالموضوع الذى نناقشه، لكنه أكد أن حديثه له صلة وثيقة بالموضوع الذى يشغلنا وواصل الحديث.

المهم أن هذه النوعية من الإنتاج السينمائى والفنى فرضت نفسها على السوق وأصبح شكوكو ومن سار على نهجه هم النجوم الساطعة فى عالم الفن بل وتراجعت الثقافة لتفسح المجال لمثل هذا العبث ليفرض نفسه باعتباره المادة الأكثر جاذبية للجماهير.

إحدى الصحف أرادت أن تتعرف على رأى الجماهير فطرحت على الجماهير سؤالا حمله محررها إلى الجماهير فى أكثر من موقع فى مصر، كان السؤال: ماذا تعرف عن شكوكو وعباس محمود العقاد؟، وجاءت النتيجة مذهلة.. فقد تحدث أكثر من خمسة وتسعين فى المائة عن شكوكو باعتباره النموذج الممتاز للفنان الذى تعشقه الجماهير وتساءلت هذه الأغلبية من هو عباس العقاد؟! وعدد من الخمسة فى المائة الباقية قالوا إن محمود عباس العقاد صحفى وأقل من واحد فى المائة هو من قرأ كتباً للعقاد.

وصمت الرجل عند هذا الحد.. وحاصرته أسئلة كثيرة، وما علاقة كل ما ذكرت بموضوع الإعلام الذى نناقشه؟.. قال الرجل: ما أشبه الليلة بالبارحة.. الصلة وثيقة بل ويكاد المشهد يتطابق.. وقبل أن يواصل الحاضرون أسئلتهم مضى الرجل يقول:

التشابه يا سادة نجده فى المسئولين عن إدارة هذه الفضائيات وسماسرة أغنياء الحرب.. ونجده فى وجوه كثيرة تحتل شاشات الفضائيات وتنتحل صفة مذيع أو مقدم برامج وأكثر ما تقدمه ينافس مونولوج شكوكو «البدنجان أبو خل وأنا نفس أفتح لى محل»، وعندما لاحظ أحد الحاضرين أن نسبة كبيرة من جماهير الفضائيات لا تعرف «البدنجان أبوخل» قال الرجل هذا صحيح.. ولذلك فلن نندهش إذا سمعنا أحد هؤلاء يطور مونولوج شكوكو ليقول «بحب ريحة المولوخية وهفتح قنوات فضائية».. وانتهت الجلسة بضحكات عالية لكنها الضحكات التى قال فيها المتنبى: وكم ذا بمصر من المضحكات ولكنه ضحك كالبكا.