رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

فى كل كيلو لم يكن ينام عبدالناصر إلا بعد أن يتصل تليفونياً مع وزير التموين ليطمئن على مخزون القمح.. نفس الاتصال كان لأنور السادات ثم حسنى مبارك.. كان الخوف كل الخوف أن يكون هناك عجز فى كمية القمح التى تغطى كل البلد... رغيف العيش هو غذاء كل الشعب... وهكذا تحولنا  من «سلة قمح العالم» نصدر القمح لكل العالم تحولنا الى أكبر متسول قمح فى العالم.... وكان السبب هو ما سموه «الاصلاح الزراعى» وهو فى الحقيقة «الإفساد الزراعى».

تفتيت المزارع الكبيرة إلى قطع صغيرة خمسة أفدنة وتوزيعها على صغار الفلاحين اضاعت المحاصيل... الفلاح لم يصدق نفسه حينما أصبح  صاحب ملك وله خمسة أفدنة.... خلع الفلاح السروال والصديرى ولبس البدلة والكرافتة وركب القطار لأول مرة فى حياته فرأى عالماً غريباً ـ ورأى أيضاً «جنسا بشريا» لم يره من قبل... قالوا له انه الجنس اللطيف!! يعنى ايه؟؟.... السيدات والآنسات... أمال اللى عندنا إيه؟!!!!... وكان طبيعياً ان ينبهر بالراديو الذى أصبح له صورة!!! ويسمونه تليفزيون... اشتراه وأصبح يسهر طول الليل يشاهد ما لم يشاهده فى حياته ويسهر أيضاً الأولاد ويتأخرون عن المدرسة.... وانخفض مستوى التعليم أيضاً!!!!!

«....»

هذه كانت بداية نكسة الغلاء الذى يعانى منه الشعب الآن... الاصلاح الزراعى أضاع الأراضى الزراعية التى تملكها الفلاحون الذين باعوا الأرض لشراء الكرافتة والتليفزيون ويتزوجون من الجنس اللطيف وكانت هذه أول خطوة لضياع الأراضى.... ثم أصبحت موضة اسمها البناء فوق الأراضى الزراعية التى انخفض ثمنها.... وكانت الخطة الثانية القاتلة التى رفعت أسعار كل شىء... ليس نتاج الأرض فقط... بل ارتفعت أسعار اللحوم والأسماك والطيور وكل ما يأكله الشعب وهو ما تعانى منه كل البيوت الآن!!!

«....»

ـ لماذا أكتب هذا الكلام اليوم؟!!!...

فى الأسبوع الماضى أعمدة ثلاثة كتاب لهم ثقلهم وتاريخهم وثقافتهم المستشار مصطفى الطويل رئيس شرف الوفد ونجل عبدالفتاح باشا الطويل وزير المواصلات فى كل وزارات الوفد والشاعر الكبير فاروق جويدة والكاتب الكبير سليمان جودة الذى كان رئيساً لتحرير الوفد سنوات طويلة.... الأعمدة الثلاثة ترى أن قانون العرض والطلب هو الملجأ الوحيد لحل مشكلة الغلاء.... كما سبق أن قلت هناك مثل قديم يقول «موت يا حمار»!!!

... نقرأ ان هناك مليونا ونصف المليون فدان يجرى الآن اصلاحها لتعويض الأراضى التى فقدناها.... طيب من الآن الى أن يتم هذا الاصلاح كيف يعيش الناس فى ظل هذا الغلاء الذى امتد من الأكل الى المدارس الى المواصلات الى فواتير الكهرباء والغاز والماء... وأضافوا اليها ضريبة عقارية!!!!

الكارثة ان هناك حلولاً سهلة وسريعة ولها أثرها على ميزانية الدول.... ودول كثيرة اتخذتها.... لماذا لا تتبعها الحكومة وكلنا ثقة تامة كاملة فى رئيسها الجديد... قولوا لنا: لماذا تعذبون الناس بلا داع مادامت هناك فرصة لإسعادهم؟!

هناك قرار واحد يحل المشكلة ويسعد الناس.... التسعيرة الجبرية..... فلماذا العذاب؟؟؟؟