رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مجرد كلام

منذ أكثر من عامين ،وبالتحديد فى أغسطس 2016 وقّعت الحكومة السودانية مع فصائل كبيرة من قوى المعارضة تحت اسم « نداء السودان الجديد »  ضمت حزب الأمة بزعامة الصادق المهدى  والحركة الشعبية بقطاع الشمال وحركة تحرير السودان جناح مناوي، والعدل والمساواة فى إقليم دارفور والعديد من القوى الأخرى  ، اتفاقًا فى أديس أبابا لإنهاء النزاعات فى السودان ، ومنذ ذلك الحين وحتى الآن ،لم يتم تنفيذ أى بند من استحقاقات هذا الاتفاق الذى كان يقضى بالتزام الأطراف بالمشاركة في مفاوضات تستهدف وقف الأعمال العدائية في دارفور ومنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق ، وضمان وصول المساعدات الإنسانية للسكان المتأثرين بالحرب هناك ، ومشاركة شعب السودان في حوار وطني شامل لمعالجة مختلف التحديات التي تواجه البلاد.

كان هذا الاتفاق قد جاء بعد دعوة أطلقها الرئيس السودانى فى عام 2014 لإجراء حوار وطنى فى البلاد ، استجابت لها غالبية القوى السياسية الكبيرة، وتم الاتفاق بعد عدة اجتماعات شاركت فيها  حكومة البشير والميرغنى والصادق المهدى وحسن الترابى وعشرات الفصائل والرموز السودانية والتى قاطعتها فصائل يسارية وقوى اتحادية ،على إعداد دستور جديد وكيفية اجراء الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها فى 2020 ،بالإضافة إلى تشكيل وزارة جديدة شارك فيها ممثلون عن هذه القوى ،لكن نتائج هذا الحوار تعرضت لنكسة خطيرة عندما تم اعتقال الصادق المهدى على خلفية تصريحات مثيرة له انتقد فيها قوات تابعة لمؤسسة الرئاسة واتهمها  بانتهاك حقوق الإنسان  .

كان من المفترض طبقا لتصورات قوى « نداء السودان » أن تتخذ الحكومة إجراءات من شأنها تمهيد الطريق للحوار معها ، منها إسقاط  أحكام الإعدام والسجن على بعض قيادات المعارضة ، وأن تطلق الحريات الكاملة أمام كل القوى السياسية ، فى حين تمسكت الحكومة بالدخول مباشرة فى المفاوضات حول بنود اتفاق أديس أبابا  ، دون أن تفلح كل جهود الوساطة الإفريقية والتى يقوم بها الرئيس الجنوب إفريقى ثابو امبيكى  بين الطرفين في حل هذه الخلافات فى وجهات نظر الطرفين حتى الآن .

فى نفس الوقت الذى بدأت فيه بعض القوى الاتحادية بإطلاق تصريحات تؤكد فيها سعيها لإقامة كيان معارض جديد يستطيع حل أزمات السودان ،منتقدة بشدة التجمعين الكبيرين للمعارضة فى البلاد وهما «نداء السودان »  و« قوى الإجماع الوطنى » الذى يترأسه السياسى السودانى المخضرم فاروق أبو عيسى ويضم 17 حزبا  والتى أعلنت مؤخرا مقاطعتها لانتخابات 2020 وتتخذ موقفًا راديكاليا من نظام الرئيس عمر البشير، وتدعو لتنظيم انتفاضة شعبية بعد أن فشلت فى رأيها كل الحلول لتحقيق مبدأ تداول السلطة بشكل سلمى ديمقراطى .

لا أحد يعرف بالضبط ماذا يخبىء المستقبل للسودان ، فخلافات القوى السياسية تتسع مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية ، وتفاقم الأزمات الاقتصادية تتزايد وتيرتها ، ومؤامرات تقسيم المزيد من أراضى السودان فى الغرب والشرق لاتزال فى أجندة قوى غربية عديدة ، والمناوشات العسكرية بين الحكومة و المعارضة فى دارفور وكردفان و النيل الأزرق مرشحة للتصعيد ، وهى أوضاع سيكون لها تأثيرات كبيرة على دول المنطقة!