عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 

ضمن الإرشادات التى كانت تكتب على الكراسات المدرسية، التى توزعها علينا فى صبانا، أتذكر نصيحة هامة كتبت ضمن الإرشادات العديدة المكتوبة على غلاف تلك الكراسات، تقول «من جد وجد، ومن زرع حصد».

عبارة سهلة وبسيطة، ولكن معناها بعيد وعميق، ما زلتُ أتذكر تلك الإرشادات الموجودة على غلاف الكراسات، فكانت كلها نصائح مفيدة للطلبة فى مراحل الدراسة الأولى، ولا أدرى إذا كانت الكراسات هذه الأيام تحمل تلك الإرشادات، أم أنها تلاشت كباقى الأشياء الجميلة التى اختفت من حياتنا. هذه النصيحة كانت تحثنا على الاجتهاد والتعب والعرق لكى نجنى نتيجة جهدنا وتعبنا، وأن نزرع حتى نحصد نتاج الزرع، فكل شىء يأتى بالعمل الجاد والاجتهاد والعرق، وبدون ذلك فلا نتائج طيبة ولا محصول جيد.

هذا الكلام معروف وليس بجديد على أحد، ولكننى فضلت ان أتناوله مرة أخرى فى مقالى هذا لكثرة ما كتب فى الأيام الماضية عن الارتفاع فى الأسعار، وعدم قدرة أغلب الشعب على مجابهة هذه الزيادة المرتفعة، فإن كانت هذه حقيقة إنما السبب فيها ليس الحكومة بقدر ما هو نحن شعب مصر الذين تكاسلنا كثيراً لعشرات السنين، لقد تعودنا فى الماضى أن نأخذ ولا نعطى وأن نطالب دون أن نقدم من جانبنا أى شىء سواء لبلدنا أو حتى لأنفسنا. كل ما أريد قوله، إن الاسعار لن تنخفض دون جهد وعرق وربما قد تزداد فى المستقبل، وعلينا مجابهة هذا الارتفاع فى الأسعار بالمزيد من العمل حتى نزيد إنتاجنا ونحصل فى المقابل على ما نسد به احتياجاتنا.

السبب الرئيسى للارتفاع الرهيب فى الأسعار، أننا أصبحنا نستهلك أضعاف ما ننتج وخاصة المنتجات الزراعية، لقد أصبحنا نستورد أغلب طعامنا بما فيه البقوليات والثوم والفول والعدس والقمح وما إلى ذلك من باقى أنواع الطعام، بالإضافة للحوم والطيور والأسماك، كل هذا نعتمد فيه على الاستيراد من الخارج، هل هذا معقول؟؟ هل يمكن أن نستمر على ذلك الوضع؟؟ وبعد ذلك نلوم البلد، ونلوم المسئولين، ونلوم الزمان الذى نعيشه. فى الحقيقة نحن بتكاسلنا السبب فى هذه الكارثة، ولو أضفنا إلى ذلك الانخفاض المستمر للعملة المصرية نتيجة عدم التصدير، كل هذا يترتب عليه بالضرورة المزيد فى ارتفاع الأسعار.

الأمل الوحيد لتحسين معيشتنا أن نعمل ونجتهد وننتج، ولا نلتفت لما يقوله الكسالى من مدمنى الجلوس على المقاهى بعدم وجود عمل مناسب، فالعمل موجود وكثير، ولكن هؤلاء يبحثون عن عمل سهل وبسيط كالعمل الحكومى الذى هو فى الحقيقة لا عمل فيه ولا إنتاج. فمن باب المصادفة البحتة، كنت أجلس أمام التلفاز لمشاهدة نقاش حول اقتراح مقدم للبرلمان بإصدار قانون لغلق المحلات العامة والمقاهى فى الثانية عشرة مساء، وتوجهت الكاميرا نحو بعض الجالسين على المقاهى - ومع الأسف - فقد تهكم أغلبهم على الفكرة، رغم أن أغلب الدول المتقدمة تغلق فيها المحال العامة فى الحادية عشرة أو الثانية عشرة على أقصى تقدير؛ حتى يحصل الشعب على القسط المناسب من الراحة، ويقوم مبكراً لمواصلة عمله فى اليوم التالى.

نأتى بعد ذلك إلى مسألة هامة تخص كبار السن والعجزة بصفة عامة، فإن هؤلاء – فى تقديرى - هم الذين يجب أن ترعاهم الدولة، وأن تقدم لهم يد العون لأنهم لا يستطيعون زيادة دخلهم، وعلى الدولة أن تدعمهم سواء مادياً أم بالمواد التموينية أم بأى وسيلة اخرى، أما كل من هو قادر على العمل فالمفروض أنه لا يستحق الدعم وعليه أن يعمل لكى يزيد من دخله بالطرق الشريفة والمشروعة.

خلاصة القول، إننا بدون أن العمل والعرق والإنتاج والتصدير للخارج، فلا أمل إطلاقاً لانخفاض الأسعار أو حتى ثباتها، الأمل الوحيد فى زيادة دخل الفرد عن طريق عمله وجهده وعرقه، بدون ذلك سنظل فى عوز دائم، وسنظل نطالب دائماً، ولن تتقدم بلدنا وسنظل دولة فقيرة محدودة العلم والثقافة والدخل.

وتحيا مصر