عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صكوك

وكذلك مثل الأقلام التي لم تستطيع منع نفسها عن الكتابة في نعي الرئيس السوداني الراحل "سوار الذهب"  الرجل الزاهد في السلطة لم استطع ان يمر هذا الحدث دون الكتابة عنه ولن أقول أكثر من أنه ظاهرة عربية لا تتكرر كثيراً.

تسلّم مقاليد السلطة   في أبريل عام ١٩٨٥ وحتى مايو عام ١٩٨٦ وهي فترة عام وشهر وجاء استلام للسلطة بعد انقلاب عسكري في السودان بإمرة ضباط على رأسهم اللواء حمادة عبد العظيم حمادة والعميد عبدالعزيز الأمين والعميد فضل الله برمة ناصر وبعد تردد تقلد رئاسة المجلس الانتقالي إلى حين قيام حكومة منتخبة وارتقى لرتبة المشير فورا.. وسلم  مقاليد السلطة للحكومة الجديدة المنتخبة برئاسة الصادق المهدي ورئيس مجلس سيادتها أحمد الميرغني وبعدها اعتزل العمل السياسي ليتفرغ لأعمال الدعوة الإسلامية من خلال منظمة الدعوة الإسلامية كأمين عام لمجلس الأمناء.

كان يشغل منصب رئيس هيئة أركان الجيش السوداني، ثم وزير الدفاع وذلك في عهد الرئيس الأسبق جعفر نميري، رفض تسليم حامية مدينة الأبيض العسكرية عندما كان قائدا للحامية عند انقلاب الرائد هاشم العطا عام 1971، حتى استعاد النميري مقاليد الحكومة بعد ثلاثة أيام.إنه الظاهرة العربية الفريدة من نوعها.

المشير عبد الرحمن محمد حسن سوار الذهب  من مواليد مدينة الأبيض السودان عام 1935 والرئيس السابق للجمهورية السودانية، ورئيس مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية... دعونا نطلع على الشعب السوداني  أكثر الشعوب العربية ثقافة ولن اقول تعليم فأصحاب الشهادات ورسائل الدكتوراه كثيرون ولكن إلى أين.. وكيف.. ولماذا؟! .. لانعلم.. علينا أن نتعلم من ظاهرة "سوار الذهب" هذا القائد العظيم استلم السلطة أثناء انتفاضة أبريل 1985 بصفته أعلى قادة الجيش وبتنسيق مع قادة الانتفاضة من أحزاب ونقابات ثم قام بتسليم السلطة للحكومة المنتخبة في العام التالي.. إنه صاحب درس الزهد في شهوة السلطة التي هي أقوى الشهوات.

الحدث لا يتكرر كثيراً في منطقتنا العربية حتى في أبسط الأماكن والمنشآت من الصالونات أو حتى في الأندية والحانات. يوجد دائما من يعتقد أنه الأجدر بالقيادة مهما يحاصره الفشل وتسبب في الأزمات. انه الطبع العربي الفريد من نوعه وحتى من فكر في تسليم السلطة لايسلمها خاوية من المشاكل والثغرات. تلك هي آفة العرب والتي لاتحمل من الدول سوى المسمى والمراسم والظاهر والاكلاشيهات.

غيب الموت الرئيس السوداني الأسبق، المشير عبد الرحمن سوار الذهب ولم يغيب سيرته العطرة.. حيث توفي بالمستشفى العسكري بالعاصمة السعودية الرياض، عن عمر ناهز الـ83 عاما رحم الله القائد العظيم.