رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

قلت يا ولد يا أستاذ علاء اعمل زى الكتاب الكبار والمفكرين وسافر اسكندرية انجز فى الكتاب اللى خلل بين يديك، حملت الشنطة واللاب توب واخدت قطار قالوا لى إنه مميز، بعد ثلاث ساعات وكام دقيقة وصلت سيدى جابر.

فى البيت شعرت بالجوع، قلت انزل السوق اشترى شوية حاجات تقويك، نص كيلو سجق من الجزار، كيلو خيار، وزيه جزر، وحتتين جبنة قريش، وعيش سن، وعيش اسمر، وكيلو فاكهة، الحاجات التى تتوافق والضغط والقلب والسكر.

بعد لفة بسيطة فى السوق أصبت بصدمة، كيلو الطماطم بـ 10 جنيهات، البطاطس 12 جنيها تخيلوا الجزر الأصفر بشرشه الكيلو بـ 6 جنيهات، بدون شرش بـ 12 جنيها، السمك البلطى بحجم أقل من الكف بـ 29 جنيها، و5 جنيهات للشوى، و7 جنيهات عن تنظيفه وحشوه وشويه، كيلو الجوافة بـ 8 جنيهات.

قلت يا ولد اتحمل واقتصد واشترى إنصاص وارباع، وبلاها جزر ولا فاكهة، وخد سمكتين كفاية، وبلاها الطماطم والخيار، شويت السمكتين وطلعت على المخبز، أمة لا إله إلا الله تقف فى طوابير، سألت عن مخبز آخر أرشدونى إلى مخبز الولد محمود الصعيدى، الرغيف بجنيه: أبيض، أسمر، سن، اخدت كم رغيف وملت على السوبر ماركت اشتريت قطعة جبنة قريش قطعت 9 جنيهات، وكيلو اللبن طلع منه نوع بـ 13 جنيها، ونوع آخر بـ 11 جنيها، مع ان ده سايب وده سايب، اخدت كم زجاجة مياه أحطها فى الثلاجة، نسيت أقول لكم إن ربطة الجرجير تباع بجنيه، وبائع الخضار أو الفاكهة هو الذى ينقى، ويزن، ويكيس ويشتم الغلاء والحكومة، وأنت تقف تراقب وتتفرج وتدفع.

عدت إلى للمنزل حطيت الحاجة فى المطبخ، مسكت ورقة وقلم وقعدت أحسب المصروفات، نهاره أسود، كل ده فى مافيش، تذكرت المدام، ربنا يديها الصحة، وهى طول النهار تندب من ارتفاع الأسعار وتدعى على الحكومة فردا فردا كل باسمه وصفته ووظيفته، وبصمت بالعشرة أنها على حق، واننى ظلمتها عندما كنت أتهمها بالإسراف، وأطالبها بأن تمسك يدها شوية: رشدى النفقات، استغنى عن بعض السلع، وكانت ترد بمقولتها الشهيرة: أرشد اكتر من كده إيه، ثم تتبعها بجملتين ثلاثة أربعة عشرة، تبدأ من: ربنا يخدهم.

حاولت طوال الليل أفكر فى كيفية ترشيد النفقات، حذفت بعض السلع، وقلت اكتفى بنوع واحد فى وجبة الغداء: السمك بعيش، بدون جرجير، بدون سلطة، وبدون أرز، ولا طحينة، وفى احد الأيام اديها سجق بالعيش، اسلقه وأحمره فى سمنته، لن اشترى زيت ولا سمن، وكده كده طعامنا بزيت، وقررت الاستغناء عن المياه، اغلى مياه الحنفية وأتركها تبرد.

فى الصباح اتصلت بالمدام وحكيت لها ما حدث، رقعت بالصوت وقالت: انت رايح تموت نفسك، ارجع على اول قطار، وشغلت اسطوانة: الدعاء على الحكومة، والتجار، والباعة، وضعف المرتبات، والكل كليلة، أغلقت معها واتصلت بأحد الأصدقاء، وذكرت له ما جرى وكان، انفجر فى الدعاء على الحكومة، والتجار، والغلاء، وضعف المرتبات، والمعاشات، بعد لحظات اكتشفت اننى أردد خلفه اسطوانة المدام: والحكومة، والتجار، وضعف المرتبات، وتدنى المعاشات، والغلاء، والعيش الحاف.

[email protected]