رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمة عدل

 

 

فى متحف المبدعين الذى اقترحته لتخليد النماذج المصرية الوطنية المشرفة، لا يمكن أبدًا بأى حال من الأحوال أن ننسى هدى الشعراوى وهى نور الهدى محمد سلطان الشعراوى، ولدت فى مدينة المنيا فى صعيد مصر فى 23 يونيو 1879، وتوفيت فى 12 ديسمبر 1947. تنتمى هدى شعراوى إلى الجيل الأول من الناشطات النسويات المصريات، بالإضافة إلى شخصيات بارزة أخرى مثل: نبوية موسى وعديلة نبراوى وغيرهما. كانت من أبرز الناشطات المصريات اللاتى شكلن تاريخ الحركة النسوية فى مصر فى نهايات القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين.

وهى تنتمى لأسرة من الطبقة العليا فى محافظة المنيا بصعيد مصر، هى ابنة محمد سلطان باشا، رئيس مجلس النواب المصرى الأول فى عهد الخديو توفيق. كانت هدى طفلة عندما توفى والدها محمد سلطان باشا.

ونظرًا لانتماء أسرتها للطبقة العليا، فقد تلقت هدى خلال نشأتها دروسًا منزلية على يد معلمين. كما كان بإمكانها حضور دروس فى اللغة العربية، والتركية، والفرنسية، والخط، والبيانو، وحفظت القرآن فى سن التاسعة وهو إنجاز غير مسبوق لفتاة. لكن جنسها ظل يشكل عائقًا أمام استكمال دراستها.

فى منزل والدها، حظيت هدى بدرجة من الحرية بفضل وضعها كامرأة متزوجة، مما أتاح لها فرصة استكمال دراستها للفرنسية وتوسيع دائرة أصدقائها ومعارفها المحدودة. التقت هدى بثلاث نساء كان لهن تأثير كبير فى حياتها: عديلة نبراوى، وهى صديقة مصرية كانت تصاحبها فى النزهات، وعطية سقاف، تركية، من أقرباء والدتها من بعيد، وأوجينى لو بران، التى كانت سيدة فرنسية أكبر سنًا ومتزوجة من رجل من الأعيان الأثرياء عُيّن لاحقًا رئيسًا للوزراء. وقد أصبحت لو بران صديقة لهدى ومرشدة وأمًا بديلة وقوة نسوية فى حياتها.

شكلت الفترة منذ بداية القرن وحتى أوائل العشرينيات مرحلة حرجة فى تاريخ الحركة النسوية فى مصر، حيث اتسمت بصورة من النشاط العام السرى. شهدت تلك الفترة انطلاق الشرارات الأولى للوعى النسوى لدى سيدات مثل هدى شعراوى وأخريات، وبداية الحركة النسوية المنظمة. فقد اضطلعت نساء الطبقتين العليا والوسطى بمزيد من الأدوار الجديدة فى المجتمع ليتركن نطاق بيوتهن مع الالتزام بالواجبات الثقافية والاجتماعية التى تفرضها «ثقافة الحريم».

وفى المجال الأدبى ساعدت هدى شعراوى فى إنشاء واحدة من أولى الجمعيات الفكرية فى القاهرة، والتى عقدت أولى محاضراتها عام 1909 وتناولت بجرأة موضوع الحجاب، حيث قارنت بين حياة المصريات والأوروبيات، ويرجع ذلك إلى انتمائها للتفسير الأكثر ليبرالية للإسلام. فى بداية العقد الثانى من القرن العشرين، أصبحت هناك منتديات تتحدث فيها المصريات من الطبقة الوسطى مع ضيوف أجانب ويتبادلون الأفكار. بدأت النساء تتحدثن فى المدارس والجمعيات وأنشأن المزيد من الجمعيات والنوادى فى القاهرة.

.. وللحديث بقية

رئيس حزب الوفد