رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

رأينا فيما سبق القول والبيان ترديداً لقوله تعالى عن «قصة يوسف» «نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن» ورأينا  كيف أن إخوته أجمعوا على قتله «اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضاً يخلو لكم وجه أبيكم»ـ ورأينا كيف انتصر رأى الفرد الحكيم على رأى الجماعة، قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف بل ألقوه فى غيابة الجب يلتقطه بعض السيارة، ورأينا كيف فطن أبوهم على كذبهم حين جاءوا إيه عشاء يبكون ويقولون قد أكله الذئب ـ

وكشف يعقوب عليه السلام كذبهم، حيث لاحظ أن القميص سليم وليس به أى تمزيق، وأن الدم ليس دماً آدمياً يعرفه بفطنته، وهذا فإن «البكاء ليس دليلاً على صدق الرواية» وليست دليلاً على الحزن والألم الحقيقى».

وننتقل اليوم إلى جانب منطقى وحكيم فى قصة يوسف عليه السلام وفيها الحكمة وإعمال العقل فى كشف الحقائق.

<><>

ونواصل العرض والبيان:

يوسف كان جميل الطلعة، شغفت به امرأة العزيز حباً، دبرت له أمراً، راودته عن نفسه،  جاء زوجها ورآها مع يوسف فظن وبعض الظن إثم، وما كان منها إلا أن كانت المتحدثة الأولى، ما الظن فيمن يريد بزوجتك سوءاً، وقررت- هى- الجزاء أن يكون الجزاء السجن أو التعذيب لارتكابه أمراً نكراً.

ولكن جاء «المنطق» والاستخلاص «المنطقى» للحادثة على لسان شاهد حيادى لم ينفعل انفعال الزوج وإن كان من ذوى القربى وحسم الأمر، ذلك الذى كان صحيحاً تماماً، والذى فى النهاية اعترفت به امرأة العزيز اعترافاً كاملاً.

قال منطق الأشياء إن كان قميص يوسف تمزق من الإمام فإذن هو الفاعل- حيث يشير الى الواقعة وجهاً لوجه- وإن كان قميصه مزق من الخلف، فإنه يشير الى أن الفاعل حاول «الهرب» من المكان وهى تجذبه من  جلبابه من الخلف، وفى ذلك قضاء مبنى على حسن الاستنتاج، ومنطق فى الاستدلال.

وراودته التى هى فى بيتها عن نفسه، وغلقت الأبواب وقالت هيت لك، قال معاذ الله انه ربى أحس مثواى إنه لا يفلح الظالمون ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين».

«واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيدها لدى الباب، قالت ما  جزاء من أراد بأهلك سوءاً إلا أن يسجن أو عذاب أليم».

«قال هى راودتنى عن نفسى»، «وشهد شاهد من أهلها: إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين».

«فلما رأي قميصه قد من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم».

«الآيات: 23 ـ 28»

وجاءت امرأة العزيز فى النهاية واعترفت بالحقيقة، التى كشف عنها حكم العقل والمنطق.

«قالت امرأة العزيز: الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه، وإنه لمن الصادقين».

«الآية: 51».

ويقرر القرآن الكريم فى الآية الأخيرة من سورة يوسف أن مثل هذه القصص فيها عبرة وعظة وإعمال لحكم العقل والمنطق فى الحادثات وإن كانت جليلة أو عظيمة.

«لقد كان فى قصصهم عبرة لأولى الألباب، ما  كان حديثاً يفترى ولكن تصديق الذى بين يديه  وتفصيل كل شىء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون». «الآية: 111».