رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أتابع منذ سنوات، الجهد الخاص الذى يبذله برنامج الخليج العربى للتنمية «أجفند» فى قضية التنمية بشكل عام، ثم فى التعليم بشكل خاص، فى القلب من هذه القضية!

البرنامج أسسه الأمير طلال بن عبدالعزيز، عام ١٩٩٩، وأعطاه طابعاً إنسانياً من النادر أن تجده فى برنامج تنمية مماثل.. فالتنمية التى يتحرى البرنامج البحث عنها، على مدى السنة ليمنحها جوائزه، هى التنمية الأهلية التى تتم فى أى مكان فى العالم، وليس فى العالم العربى وحده، ولا حتى فى العالم الإسلامى على امتداده.. إنها التنمية التى تحتفى بالإنسان كإنسان، أياً كان مكانه، وأياً كان لونه، وأياً كانت جنسيته!

وفى مجلس أمناء البرنامج، أسماء تكفى وحدها لمنح كل جهد يمارسه، مصداقية عالية، ومن بين هذه الأسماء.. مثلاً.. البروفيسور محمد يونس، البنجلاديشى الشهير، الذى حصل على جائزة نوبل، وأسس بنكاً للفقراء فى بلاده، لايزال هو نموذجاً تقتدى به كل البنوك التى تريد أن تقدم عملاً للفقراء فى بلادها، بدلاً من أن تمنحهم مالاً يتبخر بطبيعته فى اليوم التالى!

سألت الأستاذ ناصر القحطانى، دينامو البرنامج ومديره التنفيذى، عن جمعيات التنمية التى حظيت هذا العام بتقدير من أجفند، فأشار إلى مشروع فى بنجلاديش قامت به جمعية أهلية اسمها: براك!.. وهى الجمعية التى حصلت على جائزة الفرع الأول!

هذه الجمعية تتبنى مشروعاً للتعليم الابتدائى غير الحكومى، وبالذات فى المناطق العشوائية المحرومة، التى لا يتلقى أبناؤها تعليماً مما تقدمه الحكومة هناك لمواطنيها!

وحين قرأت فى مُسوغات منح الجائزة لهذه الجمعية البنجلاديشية، عرفت أنها تركز فيما تقدمه من خدمة تعليمية على أشياء ثلاثة.. أما الشيء الأول فهو أن عدد الطلاب فى كل فصل لا يزيد على ٣٠ طالباً، بما يعنى أن الكثافة فى فصول الدراسة كثافة مثالية!

وأما الثانى فهو الحرص على تدريب المدرس جيداً، ليكون مدرساً قادراً على نقل ما لديه من علم، ومن خبرة، ومن ثقافة، إلى كل طالب يجلس بين يديه!

وأما الثالث فهو صياغة المنهج الدراسى المقرر على الطلاب فى لغة سهلة، وبأسلوب جذاب، وفى كلمات بسيطة، الأمر الذى يجعل من العملية التعليمية، عملية ممتعة لكل تلميذ، فيحرص على الإقبال عليها، والتمسك بها، والانتظام فيها.. وهذا كله هو أمل كل مدرسة تريد أن تقدم تعليمها لطلابها، وترغب فى أن يكون ما تقدمه ناجحاً، وأن يحظى برضا الطلاب فى كل الأوقات!

ليت جمعيات المجتمع المدنى المعنية بالتعليم لدينا، تتعلم هذا الدرس من براك فى بنجلاديش، فليس أفضل من تعليم جيد نقدمه لطفل فى حاجة إلى أن يتعلم.. بل من حقه أن يتعلم!