رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هذا الفيلم تسجيلى أرجو من الإعلام إلقاء الضوء عليه وعرضه على الشاشات فى الإعلام الرسمى والخاص حتى تلتفت الحكومة متمثلة فى السيد محافظ الجيزة والسيد وزير الصناعة والسيد رئيس مجلس الوزراء بالإضافة إلى وزيرات التضامن والصحة والمجلس القومى للطفولة والأمومة وكل مسئول عما يحدث على أرض الواقع والحقيقة المرة التى نعيشها متمثلة فى فيلم تسجيلى قصير تم عرضه ضمن فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائى عن مجموعة أطفال صغار يعملون فى مصانع الطوب بمنطقة الصف التابعة لمحافظة الجيزة والتى تحولت الأراضى الزراعية بها إلى مصانع طوب من طمي الأرض وقمائن للحرق والتخزين والتجهيز وهذه الصناعة الكبرى والتى مازالت للأسف بدائية ولا تخضع لرقابة الدولة وأجهزتها المختلفة تستغل عوز وحاجة وفقر أطفال وأبناء المنطقة الذين يتركون التعليم والمدرسة ويتجهون للعمل لمدة 12 ساعة وأكثر فى مهنة غير آمنة أو صحية و بهذا يكون خرقًا لقوانين العمل والقوانين الدولية التى تمنع عمالة الأطفال واستغلالهم جسديًا خاصة أن من يعمل بها كمقاول أنفار يعطى الصغار أنواعًا مختلفة من المخدرات حتى يتحملوا العمل الشاق سواء فى تجميع الطمى أو الحرق فى الأفران أو حمل الطوب الأحمر بعد حرقه إلى المخازن وعربات النقل الكبير وبالتالى نجد أن الفيلم يستعرض مراحل إعداد الطوب ومراحل تشغيل الأطفال الصغار والمخاطر التى يتعرضون إليها وانعدام الرقابة من أى جهة كانت حتى الوحدة الصحية تتعامل مع الحيوانات التى تنقل البضاعة والأفراد برحمة أكثر من رعايتها لهؤلاء الأطفال والذين يأكلهم المرض والتعاطى والأفران والجهل حتى تمتليء خزائن أصحاب قمائن الطوب وتلك المصانع البدائية التى تحرق الصغار من أجل بناء ناطحات سحاب ومدن جديدة.. الفيلم يدق أجراس الإنذار عَل وعسى أن يلتفت أى مسئول فى الحكومة لما يجرى و يحدث فى القرن الواحد والعشرين فى مصر الحديثة التى تهتم بالشباب والتعليم وتعتبر أنهم هم المستقبل والقوة الضاربة لبناء وطن جديد وطن صحى متعلم بناء منتج وليس وطنًا يهمل ويدمر ويترك صغاره يعانون وييأسون بينما الإعلام مشغول بتغطية مؤتمرات وندوات وحكايات وبطولات ماضية.. وهل من التراث المصرى الفرعونى أن تبنى الأهرامات على جثث العبيد من فقراء المصريين وأن تحفر قناة السويس بدماء وعظام الفلاحين المقهورين إبان الحكم العثمانى وبدايات الاستعمار الفرنسى و البريطانى وإن كان السد العالى قد بنى بأيدى وسواعد المهندسين والعمال المصريين فى الحاضر فلا أقل من أن تتدخل الدولة بحزم وقوة فيما يجرى من تلك المخالفات والخروقات الصارخة التى لا تتناسب ولا تتوافق مع المواثيق الدولية للطفولة وحقوقها ولا للعمل و آدميته.. فيلم أطفال العصافير للمخرج طارق الزرقانى يطرح القضية بالتوثيق البصرى والحوارى مع العمال والأطفال ومديري الصحة وبالقطع أسر العمال والمآسِي التى حدثت لهم من فقدان لأجزاء من الجسم أو العجز أو الإدمان وكيف تدفع الأسر بهؤلاء الصغار للعمل فى تلك المصانع البدائية نظير مقابل بسيط من الأجر لا يكفى للعيش بكرامة ويمنع الصغار من التعليم ومن الصحة ومن الأمل فى غدٍ أفضل.. أطفال العصافير فيلم فاز بجائزة المهرجان ولكن الجائزة الحقيقية هى فى عرضه على الجمهور وفى اهتمام وتدخل الحكومة والدولة للقضاء ومعالجة هذه الظاهرة وهذا الجرم تجاه الأراضى والعمالة والأطفال والمخدرات والتعليم.. الفن الحقيقى شعلة تضئ جنبات الظلم والظلام.