لو نزلنا نحن من الفضاء الآن ولا نعرف تفاصيل حياة أهل الأرض وقررنا ان نختار بلدا للعيش فيه من كل الكرة الارضيّة فأين سنختار؟ بلد بها أطول وأعظم نهر فى العالم وعلى بحرين ولاتوجد بها زلازل ولا براكين ولا عواصف، مشمسة معظم شهور السنة بها ثروات طبيعية كبيرة وبها اهم ثروة حضارية فى التاريخ واهم اثار العالم ومنها اهرامات الجيزة، الوحيدة الباقية من عجائب الدنيا السبع القديمة وفوق هذا بها ثروة بشرية رهيبة جزء منها يعيش فى مصر وجزء جاهز للعودة للمساعدة فى حال الطلب لانه يعيش فى الخارج ومؤهل على اعلى مستوى.
هل من المعقول بعد هذا ان تكون مصر بلدا فقيرا؟ نحن نبحث عن الغاز والبترول، والذهب بين أيدينا وتحت أرجلنا ولكن لانراه. أثق تماما ان القائمين على حكم بلدى يبذلون قصارى جهدهم للعبور بمصر من هذا المنعطف الخطير ولكن هل من الممكن ان يكون الانغماس فى المشاكل سببا فى عدم القدرة على رؤية الثروة وان يظل البحث عنها بعيدا عن مكانها الصحيح.
قلت منذ سنوات وقبل إنشاء العاصمة الإدارية لماذا لا تنشئ مصر عاصمة سياحية للعالم ولا مانع ان تتبعها العاصمة الإدارية الجديدة. لو سألتنى ما هى اهم ثروة فى مصر على الإطلاق ساقول بغير تردد هى اهرامات الجيزة. لماذا هى اهم من البترول والغاز والذهب والألماس
عندما سافرت للحصول على الدكتوراه من الولايات المتحدة بمنحة من بلدى مصر منذ اكثر من ثلاثين عاما كان يقول لى اعظم أطباء القلب فى العالم هل تعلم ماهو حلم حياتنا؟
كنت استغرب وأقول لهم ما هو حلم حياتكم؟ كانوا يقولون ان نحضر لمصر ونرى الاهرامات. أرى أن يجتمع كل علماء مصر فى كل المجالات لمدة ٣ شهور لوضع تصور يوضع تحت يد رئيس الجمهورية لوضع تصور لكيفية الاستفادة من اهم ثروة فى مصر وذلك بإنشاء مدينة الاهرامات العالمية بها اهم مدينة رياضية واهم تراث ثقافى موسيقى تعزف فيها اهم السمفونيات العالمية تحت سفح الاهرامات بها مدن ترفيهية عالمية مثل مدينة ديزنى الفرعونية لتكون الاولى فى قارة افريقيا بها اعظم مطارات العالم وبها بدلا من برج واحد لخليفة فى دبى ثلاث ابراج مقابلة للأهرامات هى ابراج خوفو وخفرع ومنقرع على بعد ٥٠ كيلومتر من الاهرامات الحالية بها مكاتب لاهم الشركات العالمية.
هذة المدينة يجب ان يديرها شاب من شباب مصر المتعلم على اعلى مستوى ويجب ان يكون المسئول عن تأمينها شركة أمن عالمية متخصصة ترفع الحرج عن الأمن المصرى وتعطى جزءا من التورتة للشريك الأجنبى ولو فى السنوات الأولى فقط.
هذة المدينة لابد أن تكون محمية طبيعية ولا يسمح فيها بالدخول إلا من منافذ محددة منها المطارات الدولية وأن تكون لها طبيعة خاصة تسمح بإنشاء وإقامة تجمعات سكانية عالمية بجوار الاهرامات بمليارات الدولارات وطبعًا كل هذا تحت إشراف بيوت خبرة عالمية فى التخطيط العمرانى. البعض قد يقول هل أنت تريد حرمان المواطن المصرى العادى من اهرامات بلده، بالطبع لا، الاهرامات مصرية وستظل للأبد مصرية وتصور ان تكون هذة المدينة هى التطور الطبيعي لمدن مثل دبى وأبو ظبى التى أنشئت فى قلب الصحراء وبدون وجود اى مقومات للحياة الرغدة
أتوقع ان توضع مليارات الدولارات فى البنوك المصرية فقط عند بدء الإعلان عن انشاء هذة المدينة. هذه المليارات ستكون هى قيمة الايجار وليست تكلفة الاستثمارات التى ستتكفل بها الشركات العالمية طبق برنامج زمنى.
انا فقط اطرح فكرة خارج الصندوق وأتمنى ان تلقى القبول والتطبيق لأن جيوب المواطن المصرى حاليا شبه خاوية ولكنه يظل أغنى مواطن فى العالم.
---
رئيس وحدة القلب بالقصر العينى