رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سطور

تكلم بـ(نعومة) ولطف, وأحمل فى يدك بنفس الوقت (عصا غليظة). انها العبارة التى اشتهر بها الرئيس الأمريكى «ثيودور روزفلت» 1901-1909م, هذا بالطبع إلى جانب الشهرة التى حظى بها أيضًا نتيجة اطلاقه اسم «تيدى» على دمية الدب التى مازال الكثير منا يفضل شراءها حتى الآن للصغار, ولكن دعونا من الدمية ومن الدب الآن, (وخلينا فى العصا الغليظة)!.

فتلك (العصا) قد كانت محور حديث الكاتب الأمريكى «أليوت كوهين» فى كتابه «العصا الغليظة: حدود القوة الناعمة وضرورة القوة العسكرية , وهذا هو الكتاب الذى كنت بصدد مناقشته فى المقال السابق, وعلى ما يبدو أن «كوهين» كان قد استمد الفكرة الرئيسية لكتابه- الذى تزامن صدوره مع وصول الرئيس «ترامب» لحكم أمريكا كما أشرت من قبل- من تلك السياسة الأمريكية القديمة, والتى سبق واستخدمها كذلك وزير الخارجية الامريكى «فوستر دالاس» فى الخمسينيات, حيث أشهرها فى وجه قوى التحرر الوطنية والاستقلال والحياد وعدم الانحياز التى سادت فى تلك الفترة من التاريخ فى القرن العشرين.

وكما أشرت بأن «كوهين» كان شديد الحرص على التأكيد من خلال صفحات كتابه على ضرورة وجود نوع من التوازن ما بين استخدام العصا الغليظة أو (القوة الخشنة) بكل ما تحمله من أدوات ابتداء من: فرض العقوبات, مرورا بممارسة الضغوط الاقتصادية, ووصولا إلى استخدام القوة العسكرية, وما بين استخدام (القوة الناعمة) تلك المتمثلة فى كل ما يخص انتاج الولايات المتحدة الأمريكية من: أبحاث علمية, وتقدم تكنولوجى مذهل, ومنجاتها الفنية التى تشمل فنون السينما والدراما والأغانى, وحتى أسلوب ثقافة الحياة الأمريكية «من ارتدء الجينز, وشرب الكولا,.....», و..... وما إلى ذلك مما يسمى بعناصر القوى الناعمة.

ولأن الكلمة أمانة بالاساس, وحتى أكون حيادية تماما, فيجب أن أنقل لكم وجهة نظر «كوهين» بشكل متكامل, فهو لا يحث مباشرة على استخدام (العصا الغليظة), وإنما دعواه باختصار ربما تتلخص فى تلك العبارة الموجزة «السلام عن طريق القوة». وبالتأكيد لا اختلاف على هذا المبدأ فى عالم السياسة من حيث المبدأ!. فهو مبدأ رصين وأصيل ومنطقى جدا, ولكن محل الاختلاف الاساسى بيننا وبينه هو أى (سلام) هذا الذى يتحدث عنه يا «كوهين»!!!. ربما نوع آخر لا نعرفه غير السلام الانسانى الذى تدركه أى نفس سوية!!!.

ولعل هدا الفكر الذى يدور حوله كتاب «العصا الغليظة: حدود القوة الناعمة وضرورة القوة العسكرية, هو ما تحدث عنه من قبل أيضا العديد من الكتاب الأمريكيين وقد كان أبرزهم المفكر الراحل «صامويل هنتنجتون» وذلك فى نظريته الشهيرة التى صدرت تحت عنوان «صراع الحضارات», وهو كذلك نفس المنطق السائد حاليا فى الساحة الفكرية السياسية الاكاديمية فى أمريكا.

ولحديثنا بقية مع أليوت كوهين وعصاه الغليظة.