عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

منذ يومين، فى مقال: السبع دوخات، قلت إننى عندما حاولت البحث عن أصل مصطلح «الحروب الصليبية»، أول من صكه؟، وفى أى لغة، وفى أى بلد؟، وفى أى فترة على وجه التحديد؟، ادعيت فى المقال إننى: دخت السبع دوخات، وذكرت أننى لم أصل إلى إجابة عن الأسئلة المطروحة حول المصطلح، وإن ما وصلت إليه مجرد تكهنات أو ظنون أو تخمينات لا ترقى بالنسبة لى (كأنني أستاذ أساتذة التاريخ) إلى مستوى اليقين.

فى المقال لم أذكر لكم، لماذا؟، ولا كيف دخت؟، ولا ما هى درجات الدوخة؟، لكن عندما جلست اليوم لكى أوضح لكم جميع هذه الملابسات، وأحكى لكم متى بدأت أدوخ، وممن؟، توقفت أمام مقولة« السبع دوخات»، ما الذى نقصده؟، ولماذا رقم سبعة، وما معناها؟، ومتى دخلت قاموس العامية.

للأسف بحثت وفتشت عن أصل السبع دوخات، ولم أصل لمعلومة شافية كافية، كل ما انتهيت إليه بعض حكايات استدعيتها من ذاكرة الطفولة، وجميعها ليس لها تفاصيل، ولا أصول، ويمكن أن تقول: مجرد حكايات ناقصة أو مشوهة.

خد على سبيل المثال: أتذكر أننا كنا نلعب لعبة اسمها السبع دوخات، كيف كنا نلعبها؟، وما هو عدد من كانت اللعبة تسمح بهم؟، وهل كنا نلعبها ونحن فى حالة جلوس أو وقوف؟ وهل كانت تحتاج منا حركات جسمانية أم أنها كانت تستلزم ترديد بعض الكلمات؟

للأمانة لا أتذكر شيئاً، لا حركات، ولا كلمات، ولا أعداد العيال، ولا حتى حجم المساحة المكانية التى تحتاجها اللعبة؟، كما أننى لا أتذكر بالفعل وجوه الأطفال الذين كنت ألعب معهم زمان.

أذكر لعبة كانت اسمها «دوخينى يا لمونة»، كانت تحتاج حركة، وترديد كلمات، أظن أننى شاهدت اللعبة فى أحد أفلام الأبيض والأسود مؤخراً،هى لعبة مرهقة ومؤلمة وتجعلك فاقد اتزانك لفترة طويلة، كان أحد الكبار يمسكنا من يدينا ويلف بنا فى دائرة وهو يردد: دوخينى يا لمونة دوخينى، هذه اللعبة تتشابه كثيراً مع ما ظروف الغلاء الفاحش الذى نعيشه، الأسرة تدور فى متاهة، رب الأسرة فرفر من الدوخة، المرتب لا يكفى لمدة أسبوع، والمعاش بالكاد يكفى فواتير: الكهرباء، الغاز، المياه، والعيش الحاف.

ربما لعبة السبع دوخات لعبة سياسية أو اقتصادية أو فقهية أو إعلامية، أو عقابية، يدخلها الفقراء بصحبة ما يسمى بالشريحة المتوسطة، يقال إنها تحتل المركز الأول فى البلدان النامية، والبلدان العربية والإفريقية وبعض الآسيوية وأمريكا اللاتينية، ما أن تنتهى من دوخة تدخل دوخة، من دوخة إلى دوخة إلى دوخة يا قلبى لا تحزن، معظمنا يشعر بالإرهاق والدوخة، وينتظر بشغف وقلق وتوتر: متى ستنتهى اللعبة؟، متى نخرج ونرتاح من الدوخة؟، الله أعلم.

 

[email protected]