رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فكرة

تكتسب الزيارة التى قام بها الرئيس السيسى إلى روسيا الاتحادية، أهمية قصوى من حيث توقيتها، والنتائج التى أسفرت عنها.

فالزيارة تمت فى شهر يحفل بالمعانى الغالية لكلا الشعبين المصرى والروسى.

فأكتوبر هو شهر النصر العظيم للجيش المصرى على إسرائيل، وهو نصر أكد كل قادته من العسكريين والمدنيين، الدور الهام الذى لعبه الدعم العسكرى واللوجيستى للاتحاد السوفيتى فى التوصل إليه. وهو نفس الشهر الذى تحتفل به روسيا بالذكرى المئوية لثورتها الاشتراكية فى العام 1917.

وقد لا يكون من قبيل المبالغة القول إن المصريين لن ينسوا أبداً مساندة روسيا والرئيس بوتين لثورتهم فى الثلاثين من يونيه عام 2013، لإسقاط حكم جماعة الإخوان، الذى كان يخطط بدعم أمريكى وغربى، لتعميم نموذج الدولة الدينية الفاشية،على دول الإقليم.

تمت الزيارة فى الوقت الذى تعود فيه روسيا، قوة دولية، لم يعد فى الإمكان الاستهانة بها أو تجاهلها، فى الوقت نفسه الذى لم تعد الإدارة الأمريكية صاحبة القرار الأوحد فى تشكيل مسارات الأزمات الدولية والإقليمية.

هذا فضلا عن دور روسيا البارز الآن فى أزمات المنطقة، لاسيما فى الأزمة السورية، الذى ساهم الدعم الروسى، بتثبيت وجوده فى قاعدتين عسكريتين فى اللاذقية وطرطوس، فى جعل تلك الأزمة تقترب من نهايتها، واستعادة دمشق السيطرة على أكثر من 60% من الأراضى التى سيطرت عليها قوى الإرهاب الجهادى، وبات يحق للرئيس الروسى بوتين القول إن تدخل بلاده العسكرى منع التفتت النهائى للأراضى السورية، وحال دون تحولها إلى سيناريو شبيه بالصومال.

ومصر الذاهبة إلى روسيا اليوم، هى غير مصر التى بدت خلال اللقاءات الثمانية السابقة  التى تمت بين الرئيسين السيسى وبوتين، سواء فى موسكو أو القاهرة.

ففى الداخل حققت الحرب التى تقودها الدولة على الإرهاب، إنجازات ملموسة، برغم التضحيات الجسيمة فى صفوف رجال الجيش والشرطة، والتكلفة المالية الباهظة لتمويلها.

تجلى هذا النجاح فى زيادة العمليات الاستباقية التى تبطل العمل الإرهابى قبل حدوثه، وتجلب أدلة تكشف عن غيره، وتكشف بما لا يدع مجالاً للظن، الدعم المالى السخى لتلك الجماعات من قبل دول عربية وإقليمية، من خلال ما تمتلكه من سيارات وأسلحة حديثة، وما يكون فى حوزتها من أموال طائلة.

وليس بعيداً عن الاحتمال ضلوع تلك الجماعات الإرهابية فى تهريب المخدرات، وتسويقها، إذا ما تأملنا التلازم بين الحجم الكبير من عمليات التهريب التى تم الكشف عنها فى نفس العام المخصص لتحرير سيناء من القوى الإرهابية !

لم تكن روسيا بعيدة عن دعم الدولة المصرية فى مكافحة الإرهاب، وتبادل الخبرات معها، وليست التدريبات المصرية- الروسية المشتركة الجارية الآن-  بدأت يوم 13 وتنتهى 26 من أكتوبر الجارى- حول السبل الحديثة فى مكافحة الإرهاب، سوى وجه واحد من أوجه دعم مصر فى هذا المجال الحيوى الذى يعانى منه البلدان، بعد أن غدت مصر من بين الدول التى تمتلك خبرات مهمة فى التصدى له.

اتفاق الشراكة والتعاون الاستراتيجى الذى وقع بين البلدين، يدفع بالتعاون بينهما إلى خطوات لا تقتصر فحسب على مشروع محطة الضبعة النووية والمدينة الصناعية الروسية فى منطقة السويس، بل هو يمتد ليعزز نجاح الدبلوماسية المصرية فى تأكيد سياستها الخارجية المستقلة والمتوازنة، والمنفتحة على كل أصحاب القرار الدولى، والقائمة على الحرص على المصالح الوطنية والعربية، وعلى توسيع نطاق التحالفات الإقليمية، بما يجعل السعار الأمريكى الغربى نحو تفتيت دول المنطقة بتأجيج الصراع الدينى والمذهبى والعرقى داخلها، ونهب ثرواتها، وتمرير خططها لإلغاء القضية الفلسطينية، وتشريد شعبها، أمراً صعب المنال.