عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤيــــــة

هل بات الإلحاد بالفعل يشكل ظاهرة فى مجتمعنا المصرى؟.. فى الواقع إننا ننتظر المزيد من الردود من المراكز البحثية وبشكل خاص من مركز البحوث الاجتماعية والجنائية، وما يبذله نخبة رائعة من باحثيه من جهود علمية رائعة، حيث صرنا نشعر بخفوت تواجده إعلاميًا وقلة المنتج العلمى المعلن عبر إصدارات يتم نشرها على أرفف مكتبات العلم والثقافة والتنوير، ومعارض للكتاب، بل وتطرح مع باعة الجرائد اليومية..

ننتظر الرد من المراكز الثقافية والروحية التابعة للمؤسسات الدينية، وبمراعاة عدم التهوين أو التهويل وبموضوعية علمية تتناول مدى تطور تفشى الإلحاد وأفكاره وتوجهاته وأسباب وجوده كطرح يناقشه شبابنا بشكل قابل للاقتناع به..

لا شك أن الإلحاد من الظواهر المعقدة التى قد تتداخل فيها العوامل الفكرية والنفسية والاجتماعية؛ ولذا فإن تحليلها والبحث فى أسبابها يحتاج إلى جهد علمى موضوعى كبير لتحليل الأسباب والدوافع التى قد تذهب ببعض شبابنا إلى الإلحاد أو ترك الدين..

يقطع الكثير من علماء الاجتماع بأن الغالبية العظمى ممن ألحدوا -فى مجتمعنا- كان إلحادهم ردة فعل نفسية من التشدد الدينى والاجتماعى، التطرف الدينى والتشدد الاجتماعى الذى يتربى عليه شبابنا يؤدى به إلى نفور من الدين والتدين، ولذا نجد كثيراً من هؤلاء الذين ألحدوا قد تربوا فى بيئات دينية أو اجتماعية متشددة، بل إن بعضهم قد حفظ الكتب المقدسة واعتاد الالتزام بأداء الطقوس والعبادات، وتعلم الدين عبر الالتزام بتوجيهات وتوصيات مشاهير رجال الدعوة الإسلامية ورموز الإكليروس فى كنيستنا المصرية!!!

وعليه، ينبغى طرح السؤال والبحث عن مناطق الخلل الذى أدى لمثل ردات الفعل هذه، هل هو شكل الخطاب الروحى، هل هو الأداء الذى يذهب إلى الترهيب من عدم الالتزام بتحريم ما هو محرم وبزيادة شوية وشويتين، عبر التهديد بالنار وبئس المصير فى عظات الإمام، وحيث البكاء وصرير الأسنان فى عظة الكاهن، ولا حديث فى المقابل للترغيب بحلاوة الإيمان ودنيا السلام ؟

لا شك أن التطرف الدينى يربى أولادنا على التطرف والحدية فى تبنى الآراء فتجد أن التنشئة تتشكل بهذه الطريقة، وحين تتغير بعض أفكاره ويرتبك أمام بعض القضايا أو التساؤلات فإنه يتطرف بالاتجاه المقابل ويتخذ موقفاً معادياً للدين والتدين، وهذا ملاحظ لدى بعض من سلكوا طريق الإلحاد.

والاستبداد الدينى بدوره أنتج نفوراً من الدين والتدين، فحينما يكون الدين خاضعاً لسلطة دينية مقدسة ومستبدة، وقد تُوظَّف بوصفها ورقةً داعمة للاستبداد السياسى، فإن هذا قد يدفع الشخص لاتخاذ موقف من الدين نفسه !... حول الظاهرة وما تطرحه من تساؤلات للمقال تتمة فى أعداد قادمة..

[email protected]