عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يبدو أن السيناريو السورى يحمل بين طياته الأيام القادمة الكثير من المفاجآت ومنها وجود اسم وزير الخارجية الجزائرى السابق، رمطان لعمامرة، بين لائحة المرشحين لخلافة دى ميستورا المبعوث الأممى لسوريا؛ خاصة أن رمطان لعمامرة كان المرشح المحتمل لرئاسة الجزائر خارج سيناريو التوريث الذى يرفصه الشعب الجزائرى جملة وتفصيلًا. إلى جانب أن رمطان لعمامرة مرفوض من كل التيارات المتأسلمة، خاصة الإخوان المسلمين بعد إعلان تأييده للنظام المصرى القائم.

رمطان لعمامرة اسم معروف على الساحة الدبلوماسية، حيث سبق له أن شغل منصب أمين عام لوزارة الخارجية إلى 2010 حيث تم انتخابه رئيسًا لمجلس السلم والأمن الأفريقى بمجموع 31 صوتًا من أصل 48 أمام مرشحين من نيجيريا وغينيا، ولعب دورًا محوريًا فى الأزمة التى شهدتها ليبية قبل مقتل رئيسها السابق معمر القذافى على أيدى الثوار، حيث حاول تسويق المبدأ الإفريقى القاضى بعدم السماح بأى تدخل عسكرى فى ليبيا؛ بطرحه سلسلة من الحلول السياسية لتجاوز الأزمة الليبية وقتها؛ إلى جانب إتقانه مجموعة من الملفات الأمنية الحساسة على الساحة الإفريقية، وامتلاكه شبكة من العلاقات مع رؤساء عديد الدول بها، تسمح دومًا بالتحرك.

وعلى صعيد المنظمات الدولية اشتغل لعمامرة حاكم مجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفى عام 2008 تم تعيينه مفوض مجلس شئون السلم والأمن الأفريقيين، لذلك يوصف بالدبلوماسى متعدد الكفاءات الذى له اطلاع فى الكثير من الملفات منها قضايا المرتزقة والتسلح، إصلاح الأمم المتحدة، السلاح النووى، الحكم الرشيد، وقضية الصحراء الغربية، ولعمامرة «يعشق مجال الوساطة الدولية وحل النزاعات، واستطاع أن يحلّ أزمة مالى، بعد عام واحد من فشل وساطة بوركينافاسو، لأنه وضع منهجية مضبوطة،

 واستطاع أن يوصل الماليين إلى اتفاق مصالحة. ومنهجية لعمامرة فى حل النزاعات تقوم على وقف إطلاق النار وعدم إقصاء أى طرف، وأنه كان من الداعين إلى عدم إقصاء الجنرال خليفة حفتر من أية مفاوضات فى ليبيا. وفى الأمم المتحدة، يعتبر رمطان لعمامرة الاسم الأكثر شهرة، وكذلك فى كواليس الاتحاد الأفريقى، ما سمح له تبوأ مكانة مرموقة، وربما يدل على ذلك أنه فى يوم رحيله من منصبه، تواصل معه كل من وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، ووزير الخارجية الأمريكى السابق جون كيرى.

ومع ذلك علاقته بالرئيس الجزائرى عبدالعزيز بوتفليقة سيئة؛ ويقال إنه يثير مخاوف فى معسكر جماعة الرئاسة بالجزائر، وخاصة بعد ما تردد أن لديه طموحات فى خلافة بوتفليقة والترشح لرئاسيات 2019، ومن المعروف أنّ رمطان لعمامرة حاول إجراء إصلاحات فى السلك الدبلوماسى الجزائرى، لكنها قوبلت بطريق مسدود من قبل بوتفليقة. وسبق له أن دخل خلافًا ظاهر مع الوزير الأول السابق عبدالمالك سلال، ما جعل البعض يعتقد أن هذا خروج عن طاعة بوتفليقة، كما أن بزوغ نجم رمطان لعمامرة فى سماء الدبلوماسية الجزائرية، ربما قد أزعج بوتفليقة، الذى طالما اعتبر نفسه أيقونة الدبلوماسية الجزائرية، وهو الذى أمسك زمامها فى عهد الرئيس بومدين وهو لا يتجاوز من العمر 25 سنة. الطريف أنه بعد إخراجه من وزارة الخارجية الجزائرية بأسابيع، استطاع بفضل نسيج علاقاته الخارجية، الحصول على منصب مرموق فى اللجنة الاستشارية العليا للأمم المتحدة المكلفة بالوساطة الدولية، وهو ما اعتبره المتابعون ثأرًا شخصيًا من الزمرة التى أبعدته عن اللعبة السياسية فى الجزائر... والسؤال الآن هل منصبه القادم كمبعوث للأمم المتحدة فى سوريا سيكون أحد عوامل حل الأزمة السورية وخطوة أيضًا فى طريقه إلى قصر الرئاسة الجزائرية... الإجابة تحملها الأيام القادمة.