رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جسد انتصار حرب أكتوبر 73 إرادة المصرى التى تظهر وقت المحن والأزمات منذ سبعة آلاف عام، وكم نحن فى حاجة اليوم لهذه الإرادة كى نتصدى للمؤامرات التى تحاك لنا من بعد ثورة يونية، ونؤكد أن إسرائيل لم تنس هزيمتها بدليل انها ظلت كلمات النشيد الوطنى الإسرائيلى المسمى (هاتيكفاة) رغم ادعاءات إحلال السلام بين العرب والاسرائيليين تتردد معبرة عن أحلام وآمال الفكر التوسعى للدولة العبرية يقول «طالما فى القلب تكمن، نفس يهودية تتوق، وللأمام نحو الشرق، عين تنظر إلى صهيون. أملنا لم يضع بعد، أمل عمره ألفا سنة، أن نكون أمّة حرّة فى بلادنا، بلاد صهيون وأورشليم القدس».

من المفترض أن يتغير هاتيكفاة إذا كانت إسرائيل صادقة فى السلام مع العرب، ولم يحدث الأمر الذى يجعلنا نتوقف امام نهج التعايش فى منطقة الشرق الاوسط من خلال قراءتين الأولى لخريطة الصراعات بالمنطقة فى عقدى السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضى والقراءة الثانية لنقس الخريطة فى العقد الحالى الذى بدأ منذ عام 2010.

نجد ان الخريطة الاولى كانت اكثر استقرارا، وانعكس ذلك فى وجود اشكال مختلفة للتعاون العربى المشترك وتمثل فى فعالية وايجابية للتنظيم الإقليمى جامعة الدول العربية التى امتلكت ارادة شجاعة فى اتخاذ القرار فى ذلك الوقت ووصل التعاون العربى لأوجه خلال حرب اكتوبر عندما حول الملك فيصل بن عبدالعزيز النفط الى سلاح فاعل قلب الموازين الدولية قبل الإقليمية وعانت اسرائيل فى تلك الحقبة من اختلال ميزان الأمن بها نتيجة الاصرار على قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وتصاعد حدة الانتفاضات الفلسطينية فى الاراضى المحتلة واثبتت الاحداث ان الصراع العربى الإسرائيلى لم ينته بعد بل اتخذ اشكالاً جديدة.

وفى القراءة الثانية للعقد الحالى تغيرت قواعد اللعبة واختلفت اساليب عملية المواجهة خاصة منذ أن نشبت الصراعات واشتدت الازمات فى المنطقة وتراجع العمل العربى المشترك وصاحبه ضعف غير مسبوق للإرادة العربية حتى أضحت الجامعة العربية مجرد منتدى للقاء الأشقاء وتراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية مع ضغط القضايا الجديدة الناشبة فى انحاء متعددة من العالم العربى، وفى المقابل اصبحت إسرائيل هى المستفيد من الوضع العربى الراهن، دولة كيان يتباهى باستقراره السياسى والاقتصادى وسط محيط عربى دامٍ تحول فيه الإخوة الى اعداء ولعبت إسرائيل على وتر الأمن والاستقرار والتقدم التكنولوجى الذى بشروا به عندما طرح شمعون بيريز افكاره عما يسمى «الشرق الاوسط الجديد».

وكانت نقطة انطلاق التجهيز لثورات الربيع العربى وبلورته هيلارى كلينتون وكونداليزا رايس فى نظرية «الفوضى الخلاقة» التى اعتمدت على فكرة تدمير المجتمعات من الداخل، وبدون تدخل مباشر فى الجوانب الصراعية لأى أزمة حتى أصبح الشرق الاوسط أكثر بؤر العالم سخونة وأصبحت إسرائيل اكثر دول المنطقة استقراراً، وهكذا عملت اسرائيل على استمرار الحال على ما هو عليه خاصة فيما يتعلق بالحروب الأهلية ودعم التنظيمات الارهابية، وفى مقدمتها داعش ولم يكن الأمر غريبا ان اسرائيل لم تكن فى يوم من الأيام على اجندة هذه التنظيمات التى تجاهد لتدمير دول وشعوب عربية وإسلامية! ما تقدم يجعلنا نجزم بأن إسرائيل كلما تذكرت مرارة الهزيمة فى اكتوبر 73 أمعنت فى ممارساتها المعادية لأطروحات السلام وللحديث بقية.