رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كثيرًا ما أتحفظ على الانتقادات الأمريكية والأوروبية لانتهاكات حقوق الإنسان فى بلدان العالم الثالث.. ومن بينها بالطبع البلدان العربية.. وليس معنى هذا أننى أؤيد تلك الانتهاكات أو التصفيات الجسدية والمعنوية للمعارضين لأنظمة الحكم.. بل أؤمن إيمانًا قاطعًا لا شك فيه بحقوق الإنسان بمفهومها الواسع والشامل.. وعلى رأس هذه الحقوق، حق الرأى والتعبير.. وعلى رأسها - أيضا - حرية الصحافة.. فحرية الصحافة تقف ضد كل فاسد وكل انحراف وكل تجاوز للقانون والدستور.. من هنا تأتى أهمية حرية الصحافة فى كشف الحقائق وفضح الانحرافات.. ومن ثم فهى ضمانة حقيقية لثروات وحقوق ومكتسبات الشعوب.

ما أقصده هنا هو الدول التى تعطينا دروسًا فى حقوق الإنسان، بينما هى ترتكب أبشع الجرائم فى حق البشرية.. تقتل الملايين من البشر، تدمر المدن، تنهب ثروات الشعوب.. تصنع الإرهاب وتموله.. ثم تدعى كذبًا حرصها ورعايتها لحقوق الإنسان.. هى تستخدم هذا الحق المشروع لتحقيق مكاسب مالية أو ساسية، أو لتصفية حسابات، أو لتتخذه ذريعة للتدخل العسكرى!!

فإذا كانت أمريكا نفسها هى أكبر دولة فى العالم تنتهك حقوق الإنسان، بل حقوق الشعوب.. فكيف لنا أن نصدق دفاعها المزعوم عن حقوق الإنسان؟!!

تعالوا نتذكر ما فعلته أمريكا فى اليابان، عندما قتلت مئات الآلاف من السكان المدنيين فى هيروشيما وناجازاكى بالقنابل النووية.. وعندما حرقت مئات الآلاف بالنابلم فى فيتنام.. وعندما قتلت آلاف المدنيين بالقنابل الحارقة فى افغانستان.. وهل ننسى ما فعلته أمريكا وبريطانيا فى غزوهما للعراق.. لقد قتلوا أكثر من مليون عراقى، ودمروا الجيش العراقى، وقتلوا العلماء ونهبوا الأموال والآثار العراقية.. ألم يكن هذا انتهاكا صارخا وفاضحا لحقوق الإنسان.. ألم يقل رئيس وزراء بريطانيا تونى بلير إننا دخلنا العراق بالخطأ.. هل أحد حاسب الرئيس الأمريكى بوش الابن أو حاسب بلير على هذه الجريمة البشعة لتدمير بلد بالكامل؟!.. أين هى حقوق الإنسان ومنظمات حقوق الإنسان، وأين الأمم المتحدة من اعتراف تونى بلير؟!!

ثم أين أمريكا وبريطانيا الآن من الجرائم التى ترتكبها إسرائيل فى حق الشعب الفلسطينى.. أين هم من قتل الأطفال الفلسطينيين وحصار شعب بالكامل؟!.. أليس هذا حقا من حقوق الإنسان؟!!

هل أدانت أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا هدم بيوت الفلسطينيين وإزالتها ونسفها من على وجه الأرض واستبدالها ببناء مستوطنات إسرائيلية.. أين هى حقوق الإنسان الفلسطينى؟!

ألم تنهب بريطانيا وفرنسا شعوب الدول التى استعمرتها.. سرقت ثرواتها من المواد الخام، وسخرت شعوبها فى المناجم لسرقة الفوسفات والذهب ومعادن كثيرة لتقيم عليها صناعات حديثة فى بريطانيا وفرنسا.. أين هى حقوق هذه الشعوب؟!

ألم تكن بريطانيا هى التى منحت الكيان الصهيونى وعد بلفور الذى مكن اليهود من الاستيلاء على كل أرض فلسطين.. ألم تكن فرنسا هى التى منحت الكيان الصهيونى مفاعلا نوويا لإنتاج القنابل النووية لقتل العرب.. ألم تكن أمريكا هى التى ترسل القنابل والطائرات والصواريخ لإسرائيل لقتل العرب.. ثم ألم تكن أمريكا هى التى تقف بكل قوة داخل مجلس الأمن والأمم المتحدة للدفاع عن كل جرائم إسرائيل فى المنطقة العربية باستخدام الفيتو.. أين هى حقوق الإنسان؟!

ثم ماذا فعلت وتفعل أمريكا فى سوريا.. ألم تكن هى التى تدعم الجماعات الإرهابية لتدمير سوريا وتفكيك جيشها وتقسيمها لخدمة الكيان الصهيونى.. ألم تكن هى التى زرعت داعش ومولته بالمال والسلاح والمعلومات المخابراتية لتدمير سوريا والعراق؟!

ألم تكن أمريكا هى حامى حمى الكيان القطرى الذى يعربد بأمواله لتحقيق حلم إسرائيل فى اسقاط كل الأنظمة العربية وتدمير جيوشها وتقسيم هذه الدول إلى دويلات صغيرة تشبه قطر الصغيرة، وعلى رأس هذه الدول مصر والسعودية وسوريا والعراق؟!

ثم هؤلاء الذين يحدثوننا عن حقوق الإنسان، والحضارة، وحقوق المرأة ويصدعون رؤوسنا.. هل نسوا ما فعلوه فى ألمانيا عندما دخلوها عقب الهزيمة عام 1945؟!.. إذا كنتم نسيتم سنذكركم.

بعد هزيمة ألمانيا فى الحرب العالمية الثانية عام 1945، ودخول جيوش الحلفاء، ثم اغتصاب 2 مليون امرأة ألمانية.. ولم يتردد جنود الحلفاء لحظة واحدة فى اعدام أية امرأة ترفض الرضوخ لمطالبهم، حتى تناثرت جثث كثير منهن فى الشوارع.. الجنود الروس ارتكبوا أكثر من مليون حالة اغتصاب.. والأمريكان 190 ألف حالة اغتصاب.. والبريطانيون 45 ألف حالة اغتصاب.. والفرنسيون 50 ألف حالة اغتصاب!!!

مرتكبو هذه الجرائم هم من يعطوننا الآن دروسًا فى حقوق الإنسان.. وحقوق المرأة!