عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

 

.. قال الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء قبل زيارته الأخيرة الى بورسعيد، ضمن رحلاته للمحافظات، إن الحكومة ورثت مشاكل متراكمة منذ ٢٠ عاماً.. ومن المؤكد أن الحقيقة غير ذلك تماماً والعكس هو الصحيح بأن الشعب المصرى هو الذى ورث الأزمات والمشاكل التى تسببت فيها كل الحكومات السابقة لأكثر من مائة عام.. وكل خوف هذا الشعب أن ينتظر ٢٠ سنة أخرى، على الأقل، لحل هذه الأزمات والمشاكل!

.. وشخصياً، استبشرت خيراً عند اختيار الدكتور مدبولى رئيساً للوزراء، فالرجل لديه فلسفة للتعمير والتطوير العمرانى، عندما كان وزيراً للإسكان، وما زال.. شخصية ديناميكية وسريعاً ومتحركاً بحيوية، وغير بيروقراطى، وأقرب إلى الألمان فى عمله، يعنى مثل المكنة أو كترس فى مكنة ولكنه يفكر ويبدع بشكل منظم ودقيق ويبدو أنه من الناس الذين يجيدون إنتاج أحلامهم ويستمتعون بتحقيقها.. وأعتقد أنه صادق فى مواجهة الأزمات والمشكلات التى يعانى منها المواطنون فى المحافظات.. ولكن عذراً يا دكتور مصطفى فإلقاء المشكلات فى وجه المواطن قبل طرح حلولها من الأسباب الرئيسية التى لا تبشر بالخير.. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى لا أعتقد أن أزماتنا سوف تجد طريقها للحل دون حلول جذرية، ودون خطة أشبه بخطة مارشال الأمريكية الشهيرة لإعادة إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية!

.. وإذا كانت مشكلة مصر، هى الحصول على العملة الصعبة، وهى مشكلة كل دولة تريد أن تتقدم وتعمل على تحسين معيشة مواطنيها.. وكما هو معروف فإن مصادر هذه العملة هو تصدير المنتجات بأنواعها المختلفة، وتشترك فى ذلك كل الدول دون استثناء، ولكن هناك دول تحصل على هذه العملة من السياحة، ومن مصادر أخرى مثلما تحصل عليها مصر من قناة السويس والعاملين بالخارج.. ولكن تظل الاستفادة من موارد العملة الصعبة، وطريقة إدارتها، سواء كانت كثيرة أو قليلة، مرهونة بمستوى الخدمات، وخصوصاً التعليمية والصحية والإدارية.. وطالما هذه الخدمات متدهورة ومتدنية باستمرار ستكون مثل البئر العميقة التى تلقى فيها الحكومة مواردها من العملة الصعبة ولا يستفيد منها المواطن.. وطول ما المواطن ينفق كل راتبه، ويستلف فوقه أكثر من نصفه لتسديد نفقات هذه الخدمات سيظل فى حالة غضب وشكوى من ارتفاع الأسعار الجنونى ومن مرتبه القليل.. ولكن إذا نجحت الحكومة، أية حكومة، من توفير خدمة تعليمية غير مكلفة للمواطن وبجودة مرتفعة، وكذلك خدمة صحية رخيصة وبجودة عالية، وخدمات إدارية متطورة ومميكنة بعيداً عن تحت التربيزة والدرج المفتوح والشاى والاصطباحة.. وكل مصطلحات الرشوة التى لا تحقق العدالة بين المواطنين.. وإذا نجحت فى ذلك الحكومة فإن مرتب أصغر موظف سيكفيه ويزيد!

..فى مصر المشكلة ليست فى قلة الإمكانات ولكن فى الطريقة العلمية لإدارة هذه الإمكانات.. ونجاحك يا دكتور مصطفى فى إزالة العشوائيات لن يكون كافياً إلا بإزالة العشوائية فى إدارة الخدمات!

[email protected]