رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

قال الله سبحانه وتعالى فى سورة يوسف «نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن» (آية 3).

اختار الفرعون يوسف أميناً على خزائن البلاد لما فطن إليه من أن يوسف قد أوتى من العلم والحكمة وحل طلاسم ما يعرض عليه من مشكلات - حتى ولو كانت أحلاماً - بالعقل والمنطق، وما توصل إليه خلال السنوات السبع العجاف والتى معها جفت السنابل، وهب الشعب طالباً القوت والحياة فإنه بفضل كفاءة يوسف وجد لكل شىء سبباً، وعادت «حديقة البلاد إلى الاخضرار».

لعب المنطق - فى مجال الإثبات - فى حياة يوسف دوراً مشهوداً يرينا كيف أن بصيرة من يستخدمون المنطق تؤدى إلى أنجح الحلول مادياً وإلى الطمأنينة القلبية معنوياً.

ولنقتطف بعض هذه الصور التى كان للمنطق فيها دور فى إثبات الحقيقة أو الكشف عن رموزها:

(أ) الواقعة الأولى:

وهى تباعاً، أن إخوة يوسف جاءوا إلى أبيهم عشاء يبكون وقدموا لأبيهم قميص يوسف وعليه دم، قالوا إنه دم يوسف وقد أكله الذئب، إلا أن رؤية يعقوب الثاقبة رأت أنه لا يوجد أى «تمزيق» بجلباب يوسف فكيف أكله الذئب إذن ومزقه؟

المنطق يرفض رواية الأبناء والمنطق فى جانب فراسة الأب.

ونستفيد أيضاً أن «واقعة البكاء» ليست دليلاً على الحزن والألم الحقيقى، فقد جاء إخوة يوسف لأبيهم عشاء يبكون، ولم يكن هذا بكاءً حقيقياً.

ويضاف إلى ذلك أنه فى غالب الأحيان يأتى رأى «عاقل ومنطقى وحكيم» يخالف آراء أخرى عديدة ويؤخذ بالأول، فإنه فى الوقت الذى أجمع عليه إخوة يوسف رأيهم، جاء رأى منهم وقال: لا تقتلوه بل ألقوه فى غياهب البئر، وانتصر رأيه.

ولذلك كان فى قصة يوسف عظة وحكمة و«رأى سديد»، وهو: المنطق المنشود فى مخاطبة الأحداث والوقائع الكبيرة والصغيرة على حد سواء:

(لقد كان فى يوسف وإخوته آيات «دلائل عقلية ومنطقية» للسائلين «للذين يبغون الحقيقة») (سورة يوسف آية 7).

«إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفى ضلال مبين اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضاً يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوماً صالحين، قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف وألقوه فى غياهب الجب يلتقطه بعض السيارة إن كنتم فاعلين» (سورة يوسف آيات 8-10).

وهكذا فى عرف المنطق وسيادته ثمة رأى فرد حكيم يعلو على أصوات عدة، وهذا ما تم تماماً فى «قصة نبى الله يوسف عليه السلام».

ونواصل المشوار نحو الواقعة الثانية فى ضوء ما سجله القرآن الكريم.