رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صكوك

لو كان الفقر رجلاً لعالجته.. فقتله في حالتنا خيال .. وما أكثرها من أمثال لا تطعم العيال.. هذا الشقى المكروه رغم ما فيه من آفات إلا أن فيه بعض الخيرات ونجاة من الفتن والذلات ورصيداً للحسنات وهكذا ما نصبر أنفسنا لتحمل الحياة.. يقولون عليه حشمة وهو وراء كل أزمة.. كثيراً من بيننا  يفضل الديون حتى نخفيه عن العيون ندعي الستر وراحة الجفون ولكن الواقع جنون.. والإسلام وضع العلاج لكل تلك الأزمات ولكننا فضلنا اتباع ما يلقي من الخارج من فضلات ظناً أنه التجديد والحضارة ورفعة الهامات.. الشريعة الإسلامية كتبت العلاج وبكل دقة ووضوح «٢.٥%» من المال عند بلوغ نصاب زكاة المال وهو الحد الأدنى من المال الذي تجب فيه الزكاة، ويختلف بحسب نوع المال الذي تؤخذ منه الزكاة. إذاً فنصاب الزكاة في الذهب ٨٥ جراماً من الذهب، أما بالنسبة للفضة يعادل ٥٩٥ جراماً، فيكون النصاب في المال ما يعادله من الأموال النقديّة حسب قيمة الذهب ٨٥ جراماً أو الفضة.. ماذا لو اكتشف المشرع المصري الخطأ الذي وقع فيه لمرات وأقر هذا البند الذي نتجاهل تطبيقه لسنوات.. أؤكد أن مصر سوف تختلف تماماً.. وأياً كان الاسم قل زكاة أو ضرائب أو رسوماً المهم أن يطبق بالعدل والحزم والأصول.. والدليل على نجاح الفكرة عند التطبيق النظر في عدد أغنياء مصر وما يجمعون.. الشريعة الإسلامية شريعة حياة وليست قبوراً..

للأسف يصر البعض على قصر الإسلام على العبادات دون أن يفهم أن الإسلام لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا كان له العلاج الشافي حتى أن الشريعة الإسلامية وضعت قواعد لتحمل اقتصاد كاملاً بكل تفاصيله.

وقد وضعت الشريعة الإسلامية وسائل عديدة ومنهجاً اقتصادياً رائعاً واضحاً في معالجة الربا، ومن هذه الوسائل والأساليب نذكر: تشجيع المسلمين على التّجارة والكسب الطيب، قال تعالى {وأحل الله البيع وحرم الربا}، فالتجارة تختلف عن الربا اختلافاً كبيراً فهي تعمل على إحياء الأسواق التجارية  وتنشيط المعاملات بين الناس، وبالتالي  ضمان الديناميكية في حياة المسلم وفق أسس الربح والخسارة والعرض والطلب، والحالة التجارية تؤدي إلى تشغيل العاطلين عن العمل، مما يضمن بيئة اقتصادية سليمة تنفع الفرد والمجتمع، أما الربا فهو حالة جامدة من الكسب والتنفع المضمون، التي تفيد طبقة تتسم بالجشع والطمع والاستغلال. مفهوم القرض الحسن، لم تعط الشريعة الإسلامية شرعية للقروض التي ترتب زيادة على رأس المال، وإنما هناك مفهوم القرض الحسن، وهو المال الذي يعطى للمحتاج والفقير يقوم بسداده كما هو بدون زيادة. حث الدائنين على الصبر، قال تعالى {فإن كان ذو عسرةٍ فنظرةٌ إلى ميسرة وأن تصدقوا خيرٌ لكم ان كنتم تعلمون}.. شريعة متكاملة أوجدت كل الحلول ولكننا دائماً ما نغفل عن الخير وغيرنا دائماً ما يكتشف كنوز شريعتنا ليطبقها وأما نحن في الانتظار. عليك أن تعلم أنك بإهمال الزكاة ستظل المأساة وتفضيلك الربا في الحياة فإنك في حرب مع الله.

[email protected]