عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

أعرف الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء حق المعرفة.. كإنسان.. بالصدفة ترافقنا في أداء فريضة الحج عندما كان وزيرا للإسكان.. تجاورنا في الصلاة على صعيد عرفات ومنى والمزدلفة والحرمين الشريفين.. وتشاركنا رمي الجمرات والمشي عدة كيلومترات على أقدامنا كل يوم حتى نصل إلى جسر الجمرات في منى .. هو رجل إنسان بكل معنى الكلمة.. نموذج للأخلاق الكريمة والزهد والتدين والنزاهة والتواضع والشرف والصدق والأمانة.. وقل فيه ما شئت من حسن الصفات دون أن تخشى في ذلك شبهة تملق أو نفاق.. هادئ ولا ينفعل أبدًا.

•• لكن

انفعل الدكتور مدبولي أمس على الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والدكتور سعد عبداللطيف مكى وكيل وزارة الصحة بالدقهلية.. خلال تفقده مستشفى ميت غمر المتوقف منذ عام ١٩٩٦.. وصاح فيهما قائلا: «أنا عايز أعرف المستشفى ده تبع مين»..؟!

هو يعلم بالطبع أن المستشفى يتبع وزارة الصحة.. لكن يبدو أن ما سمعه من «حوارات» عجيبة حول المستشفى وأسباب توقف عمليات الإنشاءات به قد أصاب رئيس الوزراء بالذهول.. فأطلق هذا السؤال الاستنكاري في وجه الوزيرة.. وله في ذلك كل الحق.

إذ لا يُعقل مطلقًا أن يظل إنشاء هذا المشروع الخدمي الحيوي معلقًا لمدة 22 سنة بالتمام والكمال.. نتيجة وجود خلاف قضائي بين مديرية الشئون الصحية والمقاول المسند إليه أعمال الإنشاء لوجود عيوب فنية ورفض الصحة استلامه.. وفقا لما قيل لرئيس الوزراء الذي هو أيضا وزير للإسكان والتعمير والمجتمعات العمرانية الجديدة.. وهو «رجل انجاز» محسوب له أنه أشرف على تنفيذ مشروعات عملاقة في أوقات قياسية.. أقل مشروع فيها يضاهي أضعاف أضعاف مشروع المستشفى المتوقف منذ ربع قرن..!!

وما زاد ذهول الدكتور مدبولي هو ما ذكره المحافظ بأن التقارير الفنية تؤكد أن مبنى المستشفى آيل للسقوط.. وما ذكرته الوزيرة أيضا عن أن الوزارة لن تستطيع إزالة المبنى أو إنشاء مستشفى آخر مكانه.. إلا بعد انتهاء النزاع.

أي ضعف هذا؟!.. وأي هوان لقوة الدولة في مواجهة مقاول مخالف وغشاش؟!.. وكيف سكت محافظون ووزراء.. بل ورؤساء حكومات متعاقبون طوال 22 عاما.. على هذه المهزلة..؟!

•• هذا نموذج آخر

لما تحدثنا عنه بالأمس حول «خيبة أملنا» في مسئولي وزارة الصحة الذين للأسف يبدو أداؤهم أقل بكثير من طموحات رئيس الدولة الذي جعل من الصحة محورًا أساسيا لتنفيذ برنامجه الانتخابي.. ولتوجيهاته الدائمة باستمرار جهود تطوير منظومة الرعاية الصحية والارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطنين.. ومراجعة ما يتم اتخاذه من إجراءات لضمان كفاءة عمل هذه المنظومة.

وضربنا مثلًا على ذلك بمستشفى معهد الأورام في دمياط الذي يخدم 6 محافظات.. وبه جهاز العلاج بالإشعاع معطل منذ نحو عامين.. مما يؤدي إلى «بهدلة» المرضى واضطرارهم للسفر إلى مراكز علاج أخرى في الاسماعيلية وميت غمر والقاهرة وغيرها لتلقى الجلسات.. أضف إلى ذلك وجود جهاز الأشعة بالرنين المغناطيسي داخل «خرابة» بجوار المعهد.. وإجبار أهالي المرضى المحتجزين على القيام بأعمال النظافة الشخصية.. والإقامة مع المرضى لخدمتهم أثناء الليل بينما تغط أطقم التمريض في النوم.. وغير ذلك من صور الإهمال والفوضى التي تهدر كل جهود الدولة وتوجيهات القيادة السياسية من أجل تطوير منظومة الرعاية الصحية.

•• بهذه المناسبة

علمنا أن الدكتور مصطفى مدبولي يقوم بزيارة لمدينة بورسعيد اليوم بعد انتهاء زيارته للمنصورة.. ولابد أنه سيمر على مدينة دمياط التي تتوسط الطريق بين محافظتي الدقهلية وبورسعيد.. ولنا رجاء لدى رئيس الوزراء.. وهو أن يصطحب وزيرة الصحة معه ويتوقف في دمياط لزيارة معهد الأورام وباقي المنشآت الطبية.. للوقوف على الحالة المتدهورة والمزرية التي آلت إليها.. ويقيني أنه لن يندم على هذه الزيارة.. لكن «غيره» سيندم بالتأكيد.