عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بعد أن تحول الإعلام الخاص والرسمى إلى مجرد أخبار وحكايات عن الفن والفنانين والطبخ وبعض فتاوى الدين فإن الثقافة بجلالة قدرها ومكانها هى الأخرى أصبحت كلمة غير مرغوب فيها وليس لها أى تواجد أو تأثير على البشر بعد أن انطفأت أنوار المسارح وقصور الثقافة وتوقفت دور النشر التابعة للهيئة عن الطبع إلا للأصحاب والأحباب وانفصلت الثقافة عن الإعلام كليًا فلم نسمع عن متابعة أو نشرة إخبارية ثقافية فنية عما يحدث من أنشطة ثقافية جماهيرية للمواطن وهو المستهدف من وجود وزارة الثقافة والهيئة الوطنية للإعلام لأن دور الإعلام والثقافة هو تنوير وتثقيف وتغيير سلوك وفكر المواطن خاصة فى بلد يعانى من الأمية ومن مشكلات الفقر والجهل وغياب الوعى الصحى.

وطبعًا قضية مصر الكبرى هى التعليم والإرهاب فى منظومة واحدة نتاج سنين مضت أفرزت فوضى وثورة وإرهاباً وتدهوراً فى السلوك والأخلاق ومنظومة القيم وغيّبت العقل عن النقد وعن التطور وعن التغيير، ولهذا فإن أى مشكلة يتعرض لها المواطن تعتبر منتجاً طبيعياً لهذه الحالة من السيولة الفكرية والأخلاقية التى نعيشها بعد ثورتين إحداهما فوضى ومؤامرة، والأخرى انتفاضة شعبية حاولت جاهدة إصلاح المسار وعودة الدولة المصرية وعودة الوسطية وعودة الوعى والإنسان لأنها كانت انتفاضة وثورة للطبقة الوسطى حامية التراث والوطن والفكر، ومع هذا نجد أن الدولة لا تقدم أى خدمات فعلية لفكر وعقل المواطن، فماذا قدمت الدولة متمثلة فى وزارات مثل الثقافة والشباب والأوقاف والتعليم ما يغير من سلوك وفكر المواطن؟

هل اهتم الإعلام الرسمى والخاص والهيئة بما يفيد ويطور ويغير ويقوّم الوعى والأخلاق؟ هل هناك استراتيجية وخطة من الدولة والحكومة تعرض على المواطن وتستعرض أهداف الإعلام فى المرحلة الحالية من توعية صحية وتوعية اجتماعية وتوعية سكانية وتوعية مرورية وتوعية اقتصادية وقطعًا توعية دينية عن التسامح وعن الرحمة وعن أخلاقيات الدين وهل هناك برامج عن تاريخ مصر القديمة والحديثة فى صورة أفلام تسجيلية بسيطة وشيقة؟، هل هناك إنتاج لهذه الأعمال بدلاً من «تعا اشرب قهوة أو زنجبيل على القهوة؟» هل تتم توعية المرأة البسيطة الغلبانة الشقيانة فى العمل فى المزارع أو الغيط أو المصنع أو حتى فى المنازل والمحال بدلًا من قعدة ولمة وكلام الستات الحلوين الشيك الجمال الذين يتحدثون عن الصداقة بين الرجل والمرأة وعن الحب والخيانة والتجميل والشد والرفع والنفخ وأحدث صيحات الموضة والفاشون وغيرها من القضايا التى تخص كريمة المجتمع ولا تلتفت للمرأة المصرية التى ينقصها الكثير من التوعية والفهم والمعرفة لما يجرى حولها؟

هل هناك برامج مخصصة للأطفال فى مراحلهم العمرية المختلفة بعيدًا عن الدبدوب وعن الأفلام الكارتون المدبلجة بلغة غير لغتنا المصرية أو العربية الوسطى؟ أين برامج توعية الفلاح والعامل والسائق حتى ينضبط الشارع سلوكيًا؟ أما الثقافة فإنها هى والإعلام فى حالة طلاق بائن كما لو أن كل فريق يعمل فى جزيرة منفصلة، فلا نعرف ولا نعلم عما يجرى من أنشطة إن وجدت إلا مهرجاناً للسينما يقام على مسرح الأوبرا أو مهرجاناً للموسيقى يجبر الإعلام على نقله وبثه لرغبة المسئولين والكبار فى المتابعة، ونعود لنسأل: هل هناك نشاط للثقافة فى المحافظات، وهل هذا النشاط يعلن عنه ليستفيد ويستنير ويتثقف المواطن المصرى؟ ثم بعد هذا نتساءل: لماذا يعانى الشارع من كارثة أخلاقية، ولماذا لدينا فساد وبلطجة وإرهاب وتعصب مستتر، ولماذا نعانى من مشكلات صحية تكلف الدولة مليارات، ولماذا لا يجد التعليم مردودًا ظاهرًا وتفاعلًا حقيقيًا من الأهالى، لماذا لدينا وزراء شرفاء لكن ظرفاء؟! سؤال يحمل الإجابة ويطرح الدهشة والاستنكار.