عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

هموم مصرية

 

زمان، من قرن من الزمان، شهدت مصر نشوء العديد من النوادي مثل الأهلي والزمالك.. وكان ذلك رداً على إنشاء نادي الجزيرة الذي كان أعضاؤه من صفوة المصريين والأجانب. وأيضا نشأت بعض الأندية في المصانع الكبرى، للعاملين- مثل نادي الترام ونادي السكة الحديد.. وكذلك نادي الترسانة.. وامتدت نوادي هذه الشركات إلى إنشاء أندية للمصانع المعاصرة مثل نادي غزل المحلة وغزل دمياط.. إلى أن وصلنا إلي وجود أندية للشرطة.. ولفروع القوات المسلحة.. والشركات البترولية المصرية الكبيرة.. ولكن معظم هذه الأندية قامت لرعاية النشاط الرياضي.. أكثر من كونها أندية اجتماعية.. ولذلك وجدنا أندية «اجتماعية» مثل نادي الصيد ونادي اليخت ونادي سموحة..

وفي الفترة الأخيرة أخذ الناس ينظرون إلى النوادي كنوع من الوجاهة الاجتماعية.. وإذا كان نادي الجزيرة نال شهرته. بأنه للطبقة العليا كما لو كانوا يقومون بتعبئة الشمس في زجاجات!! لذلك اندفع الأثرياء- وأبناء الطبقة المتوسطة العليا للحصول على شرف الانتماء لهذه الوجاهة الاجتماعية.

< ولكننا="" الآن="" نرى="" تطوراً="" جديداً="" لهذه="" الأندية="" وغيرها..="" وبالذات="" نشأة="" نوادٍ="" توفر="" المكان="" اللائق="" للعائلات..="" تذهب="" إليها="" العائلات="" وأولادها،="" وإذا="" كان="" جمال="" عبدالناصر="" قد="" حاول="" أن="" يقلص="" «سطوة»="" نادي="" الجزيرة="" باقتطاع="" جزء="" كبير="" من="" مساحته="" وأنشأ="" عليها="" نادياً="" «للبسطاء»="" هو="" نادي="" شباب="" الجزيرة..="" فإننا="" نلاحظ="" الآن="" تحول="" هذه="" النوادي="" وغيرها="" إلى="" نوع="" من="" الاستثمار="" التجاري..="" وهذه="" يقوم="" بها="" رجال="" الأعمال="" ويفوز="" بالعضوية="" فيها="" من="" يدفع="" رسوماً="" بعشرات="" الألوف="" من="">

< ومع="" زيادة="" الطلب="" على="" عضوية="" الأندية="" رفعت="" النوادي="" رسوم="" فتح="" عضويتها="" حتى="" تعدت="" مئات="" الألوف.="">

وآخر ما قرأته أن نادي الصيد يسعى الآن إلى رفع رسوم العضوية من 300 ألف جنيه إلى 600 ألف لمن «يشتري» العضوية نقداً و700 ألف جنيه لمن يحصل عليها بالتقسيط!!

وعلى الساحة الآن أندية قامت لهدف مالي أو استثماري لمجرد أنه يوفر مساحات خضراء وخدمات طعام وشراب وألعابًا خفيفة وهذا النوع موجود في أوروبا وأمريكا.. بل إن الأندية نفسها تباع وتشترى!! ومعظمها أقيمت في المدن الجديدة.. وفي الأحياء الراقية حول القاهرة الكبرى.. وبعضها داخل التجمعات السكنية المسماة «كومباوند».

< وكما="" أصبحت="" هذه="" «الكومباوندات»="" مثل="" «المستوطنات="" اليهودية»="" التي="" يحتمي="" بداخلها="" العضو..="" فإن="" هذه="" الأندية-="" وبالذات="" الاستثمارية="" الجديدة..="" أصبحت="" مكاناً="" للصفوة..="" أي="" باتت="" جزءًا="" من="" «المستوطنات»="" وهذا="" بالطبع="" يعزل="" الناس="" عن="" بعضهم..="" وصار="" الكل="" يحيا="" ويعيش="" داخل="" الأسوار="" حيث="" قوات="" الأمن="" الخاصة..="" توفر="" لهم="" الأمان="">

حقاً نحن شعب الغرائب.. والمتناقضات.. والكومباوندات.. ثم يقولون إن الشعب.. فقير!!