رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

 دائماً ما يصدر رئيس الجمهورية توجيهاته وتكليفاته للوزراء والمسئولين والأجهزة المعنية بالتركيز على أوجه عمل محددة.. لا يقصِّر فى ذلك، ولا يبخل به.. لكن: هل يكون هؤلاء على قدر المسئولية والجدية الفعلية لتنفيذ توجيهات الرئيس وترجمتها إلى أفعال وأعمال ملموسة تحقق الغرض من صدورها، ويشعر بها المواطنون؟.. هل يفعلون ذلك جميعهم أم يكتفى بعضهم بـ«الشو الإعلامى» والضجيج الأجوف الذى لا ينتج طحيناً.. ولا ينفع الناس ولا يسمن ولا يغنى من جوع..؟!

•• للأسف

هذه النوعية الأخيرة من «كبار المسئولين» موجودة بالفعل.. يواصلون ضجيجهم بكل نشاط.. وحماس.. وبلا أدنى شعور بفداحة «المردود السياسى السلبى» لما يفعلون.. ليس فقط على القطاعات الحيوية التى يعتلون قمة هرمها الوظيفى.. بل أيضاً على الدولة كلها؛ حيث ينظر لهم الشعب باعتبارهم ممثلين للدولة وأذرعاً تنفيذية لقيادتها.

انظر ـ على سبيل المثال ـ إلى نموذج السيدة وزيرة الصحة وما تفعله منذ استلامها مهام حقيبتها الوزارية.. ابتداء بقرارها الشهير إلزام الأطباء بغناء نشيد الصباح، وتحية العلم فى بداية يوم عملهم.. وليس انتهاء بانتفاضها لعرض علاج الفنان فاروق الفيشاوى على نفقة الدولة دون أن يحتاج أو يطلب.. بينما هناك عشرات الآلاف من مرضى السرطان يتجرعون يومياً كل أصناف العذاب.. والذل.. على أبواب مستشفيات ومراكز ومعاهد الأورام الحكومية.. ولا ترق لهم مشاعر الدكتورة الوزيرة مثلما رقت لمرض الفيشاوى.

أليس هذا حراماً عليكِ يا سيادة الوزيرة..؟!

•• وبالمناسبة

هذا ليس ازدراء أو «تنمر» أو تعريضاً بالفنان الفيشاوى أو تقليلاً من قيمته.. لأنه أيضاً مواطن ومن حقه العلاج.. لكن المفارقة هنا فى غرابة أن تقدم الوزيرة عرضها الكريم لمساعدة من لا يطلب.. بينما لا ترى ولا تسمع من يحتاج.. لا لشىء إلا للشو الإعلامى والاستعراض.. وكعادتها فى إطلاق القرارات والتصريحات الاستفزازية.. والتى أعلم جيداً أن هناك جهات سيادية قد أوصت بالفعل بعدم تناولها إعلامياً؛ بسبب تأثيراتها السياسية السيئة.. وهو ما لم يحدث من قبل مع أى وزير على مر تاريخ الحكومات المتعاقبة..!!

•• سيادة الوزيرة

ليتكِ بدلاً من هذا «العرض الاستفزازى الكريم».. تلبين دعوتى لك من أجل زيارة معهد الأورام فى دمياط الذى يخدم 6 محافظات بالوجه البحرى.. لتشاهدى ما رأيته بنفسى ووثقته بالمستندات و«الفيديو» داخل المعهد لمدة 3 أيام.. من مهازل وكوارث تقشعر لها الأبدان.. فى غياب تام من وكيل وزارة الصحة المتفرغ للبحث عن «وساطة» للبقاء فى منصبه.. حتى لو كانت من «طبيبة ثلاثينية ذات نفوذ»..!!

اذهبى يا دكتورة إلى هناك أو أرسلى لجنة للتأكد من صحة ما أقول.. ابتداء من تعطل جهاز العلاج الإشعاعى منذ نحو عامين.. رغم أن تكلفة إصلاحه ربما لا تزيد على نفقات علاج الفنان الفيشاوى على نفقة الدولة.. واضطرار المرضى ومعظمهم فى حالات قريبة من الموت للسفر إلى محافظات أخرى و«البهدلة» فى المواصلات لتلقى جلسات الإشعاع والعودة مرة أخرى إلى بلادهم كل يوم.

•• ستشاهدين أيضاً

كيف تم وضع جهاز أشعة الرنين المغناطيسى الذى تقدر قيمته بالملايين داخل «خرابة».. نعم «خرابة».. فى مبنى تحت الإنشاء مجاور للمعهد.. ويضطر أهالى المرضى لحملهم فوق «التروللى» الحديدى، والخروج بهم إلى الشارع.. ويعبرون بهم فوق تشوينات الرمل والطوب والزلط المكدسة على باب «الخرابة» ليجروا لهم الفحوصات..!!

وستشاهدين كذلك.. كيف يتم إجبار أهالى المرضى المحجوزين على الإقامة معهم داخل العنابر ليقوموا بخدمتهم الشخصية.. كالنظافة وتبديل الملابس وفرش الأسرَّة.. وتفريغ وتبديل «قسطرة البول» أو تغيير «القسطرة الخارجية» بأنفسهم؛ بسبب رفض الممرضات فعل ذلك لأنهن «حريم».. على حد زعمهن (!!).. أما ما يحدث فى الليل فهو جريمة.. حيث تترك الممرضات «مناوباتهن» ويختفين حتى الصباح.. وترتفع صرخات المرضى طلباً للمساعدة.. بلا مجيب..!!

•• وللعلم.. فهذا بعض من كل.. وما خفى كان أعظم.. ولقطات الفيديو التى صورتها تحت أمرك.. و«حسبنا الله ونعم الوكيل».