رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقات

خد ابنك فى حضن.. وإلا سيرتمى فى حضن الغريب.. لأنه باختصار يعانى من «جوع عاطفى».. وقد يكون هذا الغريب سيئ الطبع والسلوك.. وهنا مكمن الخطر كله.. فيقع فى الكوارث.. ومن هنا وجب علينا أن نفتح أحضاننا دائماً لأبنائنا.. نحاورهم.. نناقشهم.. نستوعب تمردهم.. وثورة شبابهم.. خاصة فى مرحلة المراهقة الخطرة.

تعالوا بنا نقرأ ونطالع قصة طفل يعانى مما سميناه «الجوع العاطفى»:

إمبارح فى النادى ولد بيلعب فى حمام السباحة معاه والدته بتتابعه كل شوية ينده عليها مامى بصى الحركة القوية دى شوفتى بتشقلب إزاى مرة تسقف له ومرة تقولوا برافو عليك. فى نفس الوقت ولد من سن ابنها كان مبسوطاً بالتفاعل اللى بين الأم وابنها، وحب ياخد نفس برافو وشاطر له هو كمان فراح لمامته وبدأ يعمل حركات وينادى عليها تتفرج عليه وهى مش بتستجيب فضل يعمل حركات مختلفة على أمل أنها تعبره. كان رد فعلها كالأتى أنت أساساً مش بتعرف تعوم بطل ما تقوم به وعوم عدل.

ما خلاص بقى بصيت مرة

العب وأنت ساكت

الولد طبعاً لقى إن مفيش فايدة من أمه

اللى أكيد جاية النادى علشان تفسحه واللى أكيد هتشتكى من شحططتها معاه فى مشاوير خاصة بيه.. الولد عمل تصرف غريب جداً..

وقف جنب ابن الأم المتفاعلة مع ابنها وحاول يزقه فى المياه.. ويشد منه نضارة المياه، وبدأ يضايقه دى طبعاً غيرة ومحاولة لجذب الانتباه؟؟؟

اشمعنى انت والدتك شايفاك.. أنا عاوز اتشاف فما كان من الأم إلا أنها بدأت توجه الولد الغيران العب معاه يا حبيبى (علشان يبطل مضايقة ابنها) الولد كان عطشان لكلمة يا حبيبى..

المهم انه استجاب بسرعة وبدأوا يلعبوا مع بعض وكل شوية يبص للأم ويقول لها طنط شوفتى الحركة دى ويعمل حركات ويقولى طنط طنط..

ومرة غلط وقالى مامى بصى عليا وسقفيلى وقوليلى شاطر زى ما بتقولى لده (ويشاور على ابنها)

اعجب ما فى الموضوع بقى أن الأم دى أول ما جاءت لها مكالمة نده عليها وقالها سيبى الموبايل ده وبصى عليا قد كده الطفل ده عطشان اهتمام، قد كده هو ما صدق أنه أصبح متشاف..

الحقيقة الموقف ده استوقفنى وحسسنى أد إيه اننا بنفضل نطلب الاهتمام والحب والتشجيع من أهلنا والمقربين لينا كتير جداً، ولما بنترفض كتير بنبدأ نعانى ونتعذب وممكن نعمل تصرفات غير منطقية هنا بنفقد الثقة فى نفسنا بالتدريج، هنا بنتحول إلى كائنات محتاجة القليل من الاهتمام، وبعدها بنقرر ندور على الاهتمام برة, بس برة فين؟؟؟

الخوف هنا أننا فى شدة الاحتياج ممكن نضعف ونروح لأقرب إيد بتتمد لينا والله أعلم بقى مين هى الأيد دى ودرجة أنها تتقى الله فينا، الكلام ده مش بس بيكون فى الطفولة أبداً ده بيكون فى كل مراحل أعمارنا بيكون فى المراهقة. البنت إلى تحب وترتبط عاطفياً بمدرس أكبر منها بسنين لأنه عطف عليها واهتم بيها فى مرحلة فى حياتها كانت محتاجة للاهتمام ده. أو المراهق اللى بيبدأ يصاحب علشان يسمع بس أنت جميل. الأهل اللى بيصدوا ابنهم لما بيشارك برأيه ويقولوا له أنت لسه عيل معندكش خبرة.

وبنرجع نستغرب أن ولادنا مش قابلين مننا كلمة ولا نصيحة ومفضلين أصحابهم علينا وبيفقدوا الانتماء للأسرة، وإحنا نشتكى من الشلة وتأثيرها عليه. بنات كتير بتقبل بأى عريس يتقدم لأنها عايزة تهرب من بيت كله جفاء ومشاحنات بحثاً عن الحب والاهتمام والكلمة الحلوة ومواقف كتير جداً غيرها بنقابلها ونشوفها فى ناس حوالينا.