رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

إنه أعاد رؤوسنا فوق رقابنا التى انكسرت بهزيمة يونيه ٦٧ فما زلنا نذكر أيامها عندما أعلن الرئيس جمال عبدالناصر اغلاق خليج العقبة فى وجه السفن الإسرائيلية وطلب من سكرتير الأمم المتحدة سحب قوات الطوارئ الدولية المتمركزة فى الخليج فسارت مظاهرات هادرة تؤيد الزعيم وحمل الأستاذ محمد حسنين هيكل قلمه الخطير وخط به العنوان الرئيسى لجريدة الأهرام قائلاً «عشرة الأيام العظيمة» معلقًا على استرجاع جيش مصر من اليمن وظهور كتائبه تدخل سيناء وأعلنت أم كلثوم أن حفلتها القادمة ستكون فى تل أبيب وسادت النشوة الوطنية فى جميع أرجاء مصر والأمة العربية.

وقلنا حلت ساحة العمل الوطنى بالهزيمة الساحقة لإسرائيل وزادها الأستاذ أحمد سعيد رئيس تحرير صوت العرب اشتعالاً بنداءاته أمجاد يا عرب أمجاد وبيانات متلاحقة بأننا أسقطنا عشرات الطائرات الإسرائيلية وكانت الحقيقة الغائبة عن الشعب أن إسرائيل كانت قد شنت غاراتها فوق جميع مطارات مصر وحطمت الطائرات المصرية وهى رابضة على الأرض وانكشفت قواتنا المسلحة فى سيناء وكانت المأساة التى ابكتنا وكسرت رقابنا فى الداخل والخارج الذى سافرنا إليه وقابلنا فى بلجراد عاصمة يوغوسلافيا من يطرح علينا هذا السؤال: يا أستاذ هل تستطيع أن تفسر لنا كيف هزم أقل من ثلاثة ملايين إسرائيلى أكثر من مائة مليون عربى ومثلهم من المسلمين فى أنحاء العالم؟ كيف يا أستاذ؟

ولم تختلف علامات الاستفهام والتعجب من الناس فى ألمانيا وفرنسا وزيادتها فى السودان، حيث كنا نقوم بتدريس القانون الدولى العام فى فرع جامعة القاهرة بالخرطوم ونحن ندارى دموعنا مثل تلك التى انهمرت من عين الرئيس عبدالناصر وهو معلن علينا بعد تمام هزيمتنا انه المسئول عما حدث وانه سوف يتنحى عن رئاسة الجمهورية وكدنا نضرب رؤوسنا فى الحائط ونحن نرى زعيمنا وزعيم الأمة العربية يخطرنا بالتخلى عن موقعة وعلم مصر واقع على الأرض.

ولأننا وطن مؤمن وشعب مؤمن فقد جبر الله بخاطرنا بحرب السادس من أكتوبر ١٩٧٣ التى تابعناها بشغف لحظة بلحظة ونشاهد باعيننا العبور العظيم لقناة السويس وتحطيم خط بارليف الحصين ورفع العلم المصرى فوق اعلى نقطة فى الجانب الشرقى لقناة السويس وكان أحد ابنائنا الضباط يقود الكتيبة الطبية وكانت الأوامر الصادرة إليه بعدم العبور مع جيشنا العابر بقوة وزلزلة الله أكبر فأخذه الحماس الشديد وجرى يعبر مع الجنود الذين قال عنهم الرجل الصالح الشيخ عبدالحليم محمود إن هتافهم الله اكبر كان يصاحبه دعم من الملائكة كما كان يحدث مع كثير من حروب جيش المسلمين الذين يمدهم الله بآلاف من الملائكة كما ورد فى قرآننا الكريم.

أما نحن الذين عبرت أرواحنا مع جيشنا فى ٦ أكتوبر فقد عادت رؤوسنا فوق رقابنا ولساننا يلهج بالشكر والثناء لرحمة ربنا العظيم القائل (وكان حقا علينا نصر المؤمنين) صدق الله العظيم.