رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لوجه الله

 

نجح الجيش المصرى فى العبور إلى شرق القناة.. ونجح جيش الدفاع الإسرائيلى فى العبور إلى غرب القناة.. وقبلت إسرائيل بوقف إطلاق النار بعد حصارها للجيش الثالث المصرى.. هكذا يصف الكنيست الإسرائيلى حرب أكتوبر على موقعه الرسمى على الإنترنت.

والحقيقة أن ذلك الوصف المكذوب، هو ما سعت إسرائيل وحلفاؤها الغربيون لترويجه فى أعقاب هزيمتها المذلة.

45 عاما كاملة جاهدت فيها إسرائيل كى لا تسمع من المصريين تصريحاً كذلك الذى أطلقه الرئيس السيسى.. «الجيش المصرى قادر يعملها كل مرة».. هذا التصريح ودون أى مجاملة.. هو أقوى رسالة أو صفعة وجهتها مصر لإسرائيل منذ تصريحات قائد النصر الرئيس الشهيد محمد أنور السادات.. وإذا أضفنا له تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو.. التى أكد فيها أن ما حدث فى أكتوبر نتج عن أخطاء سياسية لا يجب أن تتكرر وأن عليهم تحقيق النصر بأقل خسائر ممكنة فى المرات القادمة اتضح لنا ضرورة ذلك التصريح وأهمية توقيته.

والحقيقة الغائبة عن المصريين والمؤلمة لأعدائهم.. أن نصر أكتوبر كان أعظم بكثير مما نعلم جميعاً.. وأن نتائجه السياسية كانت من الممكن أن تذهب لأبعد مما وصلت له بكثير.

فحقيقة ما حدث هو الانهيار التام لجيش إسرائيل الذى لا يهزم أمام الجيش المصرى فى 4 أيام فقط.. وكان يمكننا التقدم لتحرير مدينة تل أبيب نفسها من المحتل الصهيونى إن علمنا بذلك فى حينه.. تلك الحقيقة أشرت إليها بالتفصيل فى كتابى (حرب الأيام الأربعة – نصر أكتوبر من داخل غرفة عمليات الجيش الإسرائيلي) الصادر فى 2006. إذ يقر اللواء نتان نير «ناتك» قائد اللواء 217 الإسرائيلى بتلك الهزيمة مع انتهاء أعمال قتال 9 أكتوبر بالقول « لم يعد هناك سوى 8 دبابات إسرائيلية فقط تفصل بين الجيش المصرى وتل أبيب».

أما ما حدث بعد ذلك خلال «الوقفة التعبوية» والتدخل الصريح والمباشر للجيش الأمريكى فى المعارك لا يمكن احتسابه بأى حال لصالح الجيش الإسرائيلى. فحجم الهزيمة التى لحقت بجيش الاحتلال وكم المواقف المذلة التى شعر بها الإسرائيليون فى تلك الحرب كانت أكبر بكثير من أن يتحملوها.. وكان من الصعب على الغرب التعايش مع دولة عربية تشعر بهذا القدر من القوة وزهوة الانتصار.

تلك هى الحقيقة التى تآمر الجميع على إخفائها.. وعجز الإعلام المصرى عن توضيحها لليوم.. والهدف ألا يدرك المصريون حجم قدراتهم الحقيقية.. وأن يفقدوا الثقة فى أنفسهم بالتدريج.. نعم فعلها المصريون ورغم كل ما مر بهم من إفقار وإحباط، فمازال ذلك الشعب العظيم قادراً على تكرار ذلك النصر ثانياً وثالثاً رابعاً.