رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كلمته أمام الندوة التثقيفية للقوات المسلحة كان حريصاً جداً على الحديث بشفافية وصراحة متناهية، فقد فتح الرئيس قلبه أمام المصريين ليطلعهم على كل الأمور فى معرض حديثه الرائع عن حرب أكتوبر 1973، والعدو الجديد الذى تواجهه البلاد حالياً، وظروف قرار الحرب الذى اتخذه الرئيس الراحل أنور السادات، وكيفية إعادة بناء الجيش المصرى بعد هزيمة حرب 1967، ولقد وجه الرئيس فى حديث المصارحة رسائل عديدة الى المصريين، أكدت بالدرجة الأولى على ضرورة العمل والصبر، وضرورة بناء الوعى لدى المصريين حتى يكون ذلك سنداً للقيادة السياسية فى اتخاذ القرار السليم الذى ينفع الدولة المصرية وجموع المواطنين.

تشكيل الوعى والفهم ليس ترفاً وإنما هو ضرورة ملحة تفرضها كل الظروف من أجل اتخاذ القرار السليم.

التحدى الأكبر للمصريين هو بناء الوعى، لأنه الوحيد القادر على النفع للوطن والمواطن، وضرب الرئيس السيسى مثلاً بما حدث بعد هزيمة 1967، قائلاً إن القيادة السياسية فى ذلك الوقت كانت مضغوطة جداً، نظراً لعدم اكتمال الصورة فى نفوس الناس، موضحاً أن هذا أكبر تحدٍ سيقابل أى قائد فى أى وقت.

وحديث الرئيس عن عدم اكتمال الصورة يمارس الضغوط على القائد، ولذلك فإن الشعب عندما  كان يطالب بالحرب ضد إسرائيل فى هذا التوقيت لغسل عار الهزيمة، كان بمثابة ضغط  كبير لاتخاذ قرار الحرب، وعندما اتخذ الرئيس الراحل أنور السادات القرار بعد إعادة بناء الجيش، لم يكن حينها سوى وجود معسكرين لتمويل السلاح المطلوب، على خلاف ما هو موجود حالياً، وفى هذا التوقيت كانت الدولة المصرية متماسكة وواضحة وكانت تتحرك مع بعضها، لكن الرأى العام كان يضغط على القيادة السياسية للتحرك من أجل الحرب.

والحقيقة أن الإعجاز فى حرب 1973، أن القوة لم تكن متكافئة وكانت تميل إلى الجانب الآخر، ورغم ذلك تحقق النصر المبين وتكبدت إسرائيل خسائر فادحة أجبرتها على قبول السلام فيما بعد.

فى إطار بناء الوعى الذى يطالب به الرئيس، قال أيضاً يجب على الجميع أن يعلم معنى الدولة والوطن وكيف تنهض الدول وما هى حساباتها، ويقول الرئيس إنه يتحدث بعد خمسة وأربعين عاماً بشكل علنى وعلمى، أن أقصى ما يمكن أن تفعله مصر آنذاك هو العبور بطول 20 كيلو متراً فقط، لأن قدراتنا لم تكن تسمح إلا بذلك وهنا تكمن مسئولية اتخاذ القرار فى ضوء الظروف الدولية وقتها وفى ضوء الفارق الكبير فى أسلحة وقدرات الطرف الآخر، لأن قدرات الخصم كانت ضخمة جداً، القدرة على الحصول على الأسلحة محدودة جداً.. وظروف الواقع الذى نعيشه الآن مختلفة تماماً عما حدث من خمسين عاماً ولذلك فإن النصر فى أكتوبر يعد من أكبر المعجزات التى حققتها مصر.

خلاصة القول فى مكاشفة الرئيس السيسي أنه يسعى إلى ضرورة بناء الوعى الكامل والفهم المستنير لدى جموع المصريين، وأعلن الرئيس أنه فى كل لقاء مع الوزراء منذ توليه مقاليد الحكم يحرص شديد الحرص على مطالبتهم بتشكيل وعى حقيقى بحجم التحدى الذى نعيشه على أرض الواقع، ومطالبة الوزراء بنشر ذلك داخل دواوين وزاراتهم والمصالح التابعة لهم.

وحذر الرئيس من ضياع كل إنجاز يتم حالياً، فى حال عدم وجود وعى فى جميع أجهزة الدولة، وناشد الرئيس الرأى العام أن يكون حريصاً على هذا الوعى والفهم حتى تكون الصورة مكتملة.

قضية بناء الوعى هى ضرورة ملحة وآنية، ويجب أن يتم نشرها فى كل المواقع الحكومية وغيرها من أجل تشكيل فهم صحيح ووعى حقيقى بكافة الأمور، من أجل أن تكتمل الصورة وحتى يفهم الجميع حقيقة الواقع الذى نعيشه، وهذا يتطلب ضرورة التماسك والتآزر، وحتى نعى جميعاً طبيعة المرحلة الجديدة وطبيعة المعركة التى نخوضها، لأن العدو يتعامل بمفردات جديدة وظروف مختلفة.. ويخطئ من يظن أن المعركة قد انتهت بل مازالت قائمة وموجودة بأشكال مختلفة، وهذا يتطلب وعياً حقيقياً وفهماً صحيحاً، في مسئولين فى كل موقع ومكان على أرض الكنانة.. انشروا الوعى والفهم الصحيح.

[email protected]