رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

فى كل وقت يتغنى المجتمع الدولى، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، بقضية عودة اللاجئين الروهينجا المسلمين من ميانمار الذين فروا إلى بنجلادش، وعودة اللاجئين البوسنيين المسلمين إلى المناطق الخاضعة للسيطرة الصربية فى التسعينيات، ولكن الكلام يختلف تماماً عند إثارة قضية «حق عودة» للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، ويرجع هذا لكوننا لا نتعامل مع الأسباب الجذرية للصراع الفلسطينى الإسرائيلى، ونتعامل مع المسكنات دوما، مرددين كلاماً أجوف يصب فى أن مجتمع اللاجئين ليس أمامه سوى انتظار الحل السياسى الذى لا يأتى أبداً، لذلك لم يكن غريبًا وقوف العالم مكتوفى الأيدى بينما بلدية القدس الإسرائيلية تمهد الطريق لتصفية وجود وكالة دعم وغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، فى القدس، من إغلاق للمدارس والمؤسسات والعيادات الطبية والمقار الإغاثية، وغيرها من الهيئات والمؤسسات التابعة للوكالة، وتحويلها إلى مبان تابعة للبلدية، فيما سيتم إنهاء وجود مخيم شعفاط، كمخيم للاجئين ومصادرة الأراضى التى يقام عليها المخيم. ومن المعروف أن الإدارة الأمريكية بدأت هذه الخطة، والمتعلقة بتصفية ملف «اللاجئين الفلسطينيين»، حينما أعلنت عن وقف المساعدات المادية للفلسطينيين، واصفة إياها بأنها «عملية معيبة بشكل لا يمكن إصلاحه»، وإغلاق مقار الوكالة بقطاع غزة، لذلك فإن بلدية القدس تستكمل هذه الخطة بمصادرة المقار الخاصة بالوكالة فى المدينة، استكمالاً لـ«صفقة القرن»... ولقد زاد القرار من حدة التوتر بين القيادة الفلسطينية وإدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فمن المعروف أن الأونروا تقدم خدمات لنحو 5 ملايين لاجئ فلسطينى فى الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وغزة. وينحدر معظمهم من حوالى 700 ألف فلسطينى طردوا من منازلهم أو فروا من القتال فى حرب عام 1948 التى أدت إلى قيام إسرائيل. الغريب أن واشنطن أعلنت أن أحد أسباب قرارها بوقف التمويل هو زيادة عدد اللاجئين!، إلى جانب أن نيكى هيلى، سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة، شككت فى إحصاءات الأمم المتحدة لعدد اللاجئين الفلسطينيين، بل وتجاوزت ذلك إلى التشكيك فى «حق العودة» لإسرائيل، الذى يطالب به الفلسطينيون كجزء من أى تسوية سلمية فى نهاية المطاف. وللأسف أنه فى عهد ترامب، اتخذت واشنطن عدداً من التحركات التى أثارت غضب الفلسطينيين، مثل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل فى تغيير لسياسة أمريكية قديمة، مما دفع القيادة الفلسطينية لمقاطعة جهود واشنطن للسلام التى يقودها جاريد كوشنر، مستشار ترامب وزوج ابنته، وخاصة كوشنر حاول سراً التخلص من وكالة إغاثة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة والتى قدمت الغذاء والخدمات الأساسية لملايين اللاجئين الفلسطينيين على مدار عقود، وكشفت عن ذلك مجلة «فورين بوليسى» من خلال إطلاعها على رسائل بريده الالكترونى، وهو ما يؤكد أن مبادراته جزء من دفعة أكبر من قبل إدارة رامب وحلفائها فى الكونجرس لتجريد الفلسطينيين من وضع اللاجئين فى المنطقة وإبعاد قضيتهم عن المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، إلى جانب أن هناك مشروعى قانون على الأقل يأخذان مجراهما فى الكونجرس للتعامل مع هذه القضية على هذا النحو. والصادم أن موقف جاريد كوشنر من قضية اللاجئين وعدائه تجاه وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» واضح فى إيميلاته إلى حد قوله فى واحد منها: «من المهم أن تكون هناك جهود صادقة ومخلصة لتعطيل الأونروا»، وأضاف: «هذه الوكالة تديم الوضع الراهن وهى فاسدة وغير فعالة ولا تساعد على السلام»، لذلك فلا عجب أن كوشنر الذى عهد إليه ترامب بحل الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، كان رافضاً فى البداية الحديث علناً عن أى جوانب من دبلوماسيته الخاصة بالشرق الأوسط، فخطة السلام التى عمل عليها مع مسئولين أمريكيين آخرين، كانت من أكثر الوثائق الخاصة بواشنطن التى يتم إحكام السيطرة عليها. وفى النهاية يبقى السؤال الوحيد الذى ينبغى أن يسأله المرء دوما لماذا لا يتحرك العالم عندما يتعلق الأمر بلاجئى فلسطين؟».