رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رؤى

التاريخ مجموعة من الأخبار، يقوم البعض بصناعتها، ويقوم البعض الآخر بروايتها، ويقوم البعض الثالث بتدوينها، كتابة التاريخ بدأت بجمع الأخبار، كان بعض المؤرخين يجمعون الأخبار ويرتبونها حسب فترة وقوعها، وقد وصلتنا مجموعة من هذه الكتابات.

بعض الباحثين، ربما أغلبهم، يعتقد ان نقله لخبر ما، من فترة بعينها، عن مؤرخ ما، يعد وثيقة وحقيقة فى آن واحد، وهذا الأسلوب فى التعامل مع الخبر لا يقيم بحثا علميا يمكن الرجوع إليه.

الأخبار يجب أن تخضع للفحص والفرز والتحقيق قبل تدوينها وقبل نقلها وقبل استدعائها من كتب التاريخ، بعض المؤرخين كان يدون دون أن يتحقق من مصداقية الراوى المعاصر للحدث، أو لمصداقية من سمع منه، وبعض المؤرخين كان يسجل دون ان يتحقق من نص الخبر، وبعضهم كان ينتقى الأخبار التى تتوافق وهواه السياسى أو المذهبى.

ابن جرير الطبرى (توفى سنة 310هـ) أحد المؤرخين، كان يجمع الخبر من عدة مصادر، ويعرضها ويناقشها، ويصل فى بعضها إلى رأى خاص به، وأغلبها يتركها لفطنة القارئ، يختار الرواية الأقرب لتصوره.

أهمية الخبر تتوقف على عدة أمور، أهمها مصداقية الراوى، ومعاصرته للحدث، وعدم انحيازه، الكاذب والمدلس لا يمكن القبول منه، وكذلك المؤدلج وصاحب المصلحة، حتى لو كان فى قلب الحدث، وكذلك من لم يعاصروا الحدث، كيف عرف بالخبر؟، ومن الذى نقله إليه؟

الأحاديث النبوية نقلت على هيئة أخبار، والسيرة النبوية وصلتنا فى مجموعة اخبار، والوقائع التاريخية سجلت من الأخبار، الخبر كان ينزل من السماء، ينقله جبريل، ويتلقاه الأنبياء، نزل بصياغته ومفرداته، كما سمعه جبريل نقله إلى النبى، والنبى أذاعه على أتباعه.

يعتمد الباحث فى رسم صورة لفترة زمنية ما على جميع الأخبار التى وصلته عنها، خاصة على من عاصروا أو كانوا اقرب زمنيا منها، كانوا مؤدلجين، أصحاب مصلحة، مدلسين، ويفحص اخبارهم وشهاداتهم ورواياتهم، ويقارن بينها، ويختار الأقرب لثقافة وبيئة وجغرافيا وقاموس الفترة الزمنية، إذا كان الباحث مؤدلجا وينتقى ما يتوافق وأدلجته او أجندته او مصالحه، فلا تنتظر منه صورة تشبه الفترة التى بحثها.

الصحافة والفضائيات إحدى ادوات نقل الخبر، وإحدى الجهات المشاركة فى صناعته، وأدلجة الخبر وصياغته بما يتوافق وأجندة او مصلحة تفرغ الخبر من مصداقيته وأهميته، والتضييق على وسائل الإعلام فى الحصول على الخبر من مصادر متعددة، وحصرها أو انحصارها فى مصدر واحد، يفقدها التميز والاختلاف والسبق، ويوقعها فى التبعية، ويحولها إلى نشرة يمكن الاستغناء عنها.

[email protected]