رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

خلال ثلاثين عاماً من حكم الرئيس حسنى مبارك، انعكست ظلال مقولتى السادات إن حرب أكتوبر هى آخر الحروب وإن 99% من أوراق اللعبة بأيدى الولايات المتحدة على سياسات مصر، وترتب على ذلك تراجع الدور الريادى الإقليمى لمصر نتيجة الارتكان على الحليف الأمريكى، حتى عادت مصر للبيت العربى وتفهم الأشقاء أن قوة الأمة العربية كامنة فى الشقيقة الكبرى، وقوة مصر فى وجودها بموقع القلب من الجسد العربى وعادت الجامعة العربية إلى مقرها بالقاهرة.

وخلال 45 عاماً منذ حرب أكتوبر عام 1973 حتى الآن شهد العالم تطورات حقيقية استبدلت فيها الولايات المتحدة عدوها التقليدى الشيوعية بعدو آخر غير منظور صنعت واشنطن بداياته منذ الغزو السوفيتى لأفغانستان عام 1979 ليواجهه.

وعندما انتهت مهمته لم تنه واشنطن وجوده، وخرجت من رحمه تنظيمات طالبان والقاعدة وداعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية المتطرفة، وكان من الطبيعى، أن ينقلب السحر على الساحر، وأصبحت الحرب على الإرهاب أحد متغيرات العلاقات الدولية فى القرن الحادى والعشرين.

ويجب أن نعترف بأن اطرافاً إقليمية عملت على الاستفادة من أنشطة هذه التنظيمات، بل إن دولاً غير الولايات المتحدة دعمت الإرهاب من أجل مصالحها، وبات هذا واضحاً بعد ما شهدت المنطقة ما يسمى ثورات الربيع العربى، الأمر الذى أدى إلى اندلاع النزاعات والحروب الداخلية فى ليبيا وسوريا والعراق واليمن وأضحى الشرق الأوسط بوتقة النزاعات فى العالم.

ويمكن الإشارة أيضاً، إلى أن هذا العالم يخوض حروباً من نوع جديد لا علاقة لها بالمفهوم التقليدى للمواجهة العسكرية، حروباً أسلحتها القوى الناعمة مثل الإعلام والتطور غير المسبوق فى ثورة الاتصال الجماهيرى حتى صنف كثير من الباحثين هذه الحروب إلى أجيال، فجعلوا الحروب التقليدية متركزة حتى الجيل الثالث منها.

وابتداء من حروب الجيل الرابع، كانت شكلاً جديداً ومختلفاً للحروب يعتمد على الأفكار والعلاقات غير المباشرة بين الأطراف المتحاربة، وليس غريباً أن تكون الحروب المعلوماتية والإعلامية والتجارية والرياضية والفنية وغيرها صوراً لحروب الجيل الرابع، ومع التطور التقنى والرقمى تحديداً ندخل إلى حروب الجيل الخامس والسادس الى آخره.

إذن مقولة الرئيس السادات أن حرب أكتوبر هى آخر الحروب، لم تكن مطلقة لأن المنطقة شهدت العديد من الحروب، وكان الذى يقلق أنها لم تكن حروباً تقليدية التى قصدها السادات بمقولته، إنما جاء القلق من الحروب غير المنظورة الموجهة لتدمير المجتمعات من الداخل.

كما أن مقولته أوراق اللعبة بأيدى أمريكا أثبتت الأيام أن إرادة الشعوب يمكن أن تحد من الهيمنة الأمريكية وتتحداها وكانت ثورة يونية 2013 فى مصر على الظلام والظلاميين، أكبر دليل على صحة ما نقول. فلم تستطع أن تنقذهم الهيمنة الأمريكية وتحافظ على نظامهم المتداعي.

يبقى القول إن حرب أكتوبر كشفت عن أبعاد الطاقات العربية البشرية قبل المادية، وكان يمكن أن يتم توظيفها لفتح آفاق جديدة أمام التنمية المستدامة للعالم العربى، وهذا حديث آخر يطول شرحه.